“نحن جميعاً لسنا بناجحين في شئ، و لافاشلين أيضاً، نقف وسط الفراغ الفارغ”
“هناك أربعة طرق لإضاعة الوقت، الفراغ، والإهمال وإساءة العمل والعمل في غير وقته”
“وقت الفراغ هو خرافة وضعها الفارغون فلا تردد هذا اللفظ ولا تستعمله فإنه لا فراغ إلا عند التافهين“
“قيل : هرب عنترة من ثور فسئل أين شجاعتك , أتخاف من ثور وأنت عنترة ؟ قال وما يُدري الثور أني عنتره ؟“
وقت الفراغ هو الوقت الضروري للإنسان من أجل رفع المستوى الثقافي والعلمي، وأداء الوظائف الإجتماعية، والتطوير الحر للقدرات الجسدية والذهنية. انه الوقت الذي يبقى للمرء اذا طرحنا من وقته خارج العمل الساعات التي ينفقها على النوم والطعام والعناية بنفسه وتحضير الأكل والتنقل من البيت الى مكان العمل وبالعكس.
ووقت الفراغ هو ذلك الوقت الذي يجعل الإنسان يقوم بنشاطات مختلفة ويختار بحرية النشاط الذي يريد القيام به دون أن يكون ملزماً على أداء نشاط معيّن، ولكن أوقات الفراغ أحياناً تكون مرهقة للإنسان أكثر من الوقت الذي يعمل فيه اذا ما استغلها بالمفيد الجيد، وإذا لم يستغلها سوف يشعر بالضجر والكآبة ما يجعله يسيء استغلال ذلك الوقت، فالعمل هو الذي يخلص الإنسان من الكآبة والضجر ويملأ فراغه. لجسد الإنسان حقٌ عليه وبالتالي يجب منحه وقت فراغ لكي يقوم باستثمار هذا الحق، كأن يمتع عينيه برؤية المناظر الطبيعية الخلابة أو أن يريح جسده بعد عناء العمل، وتقسيم وقت الفراغ من الأشياء كثيرة الأهمية حتى يستطيع الإنسان استغلاله بفائدة، والكثير من الشباب في سن المراهقة يجد صعوبة في استغلال وقت فراغه وأحياناً نجد سوء استغلال للوقت من قبلهم وهذه مشكلة تواجه الكثير من الشباب في وقتنا الحاضر.
تدل الدراسات النفسية لعلماء النفس التطبيقي على أهمية وقت الفراغ كضرورة لتنظيمه وحسن استثماره لتجديد قواه واستعاده النشاط وإتقان العمل وحسن أداءه وبالتالي زيادة إنتاجه.
إن قياس تقدّم المجتمعات مرتبط بإدراك وتقدير أفراد المجتمع لأهمية الوقت، وما يعكس الإطار الثقافي لمجتمع ما هو قيام أفراده بالسيطرة على الوقت، فأوقات الفراغ تختلف من مجتمع، لآخر فهناك مجتمعات ترى بأنه وقت للتأمل وأخرى ترى أنه وقت للعب والتسلية، ومن يرى أنّ الوقت من ذهب، وحتى بين أفراد المجتمع نفسه نرى اختلاف في تقدير قيمة الوقت، والوقت من النعم العظيمة التي أنعمها الله على الإنسان.
وكلما كبر وقت الفراغ لدى الناس ازدادت امكانياتهم لاظهار مواهبهم، ولإغناء البشرية بالكشف عن أسرار الطبيعة، وبإنجازات جديدة في مجال الفن. ولكن طابع استغلال وقت الفراغ يتوقف على النظام الاجتماعي. ففي بعض الأنظمة، حيث يكون العمال في جملتهم مغتربين عن عالم الثروة الروحية، فان وقت الفراغ عندهم يعني الفراغ من العمل (البطالة)، أو ينتزع نحو التحول الى تمضية فارغة للوقت. ومع الانتقال الى التطور والاستقرار الاقتصادي يفقد وقت الفراغ تضاده مع وقت العمل، فالعمل يغدو خلاقاً وحراً، في حين يزداد تكريس وقت الفراغ للنشاط الإبداعي الخلاق. وفي ظل الاستقرار والاستقرار يغدو معيار ثروة المجتمع وقت الفراغ، لا وقت العمل. أما طابع استغلال وقت الفراغ من قبل مختلف فئات السكان فهو موضوع الأبحاث السوسيولوجية الملموسة.