(يمكن للفلسفة أن تجعلنا أفضل وأكثر حكمة : فكر قبل أن تتكلم ، اقرأ قبل أن تفكر)
“لا أحد يعرف هل أنت جبان أو طاغية إلا أنت فالآخرون لا يرونك أبدا ”
“الإسلام على مفترق طرق .. إما يسير في فلسفة الرحمة والإنفتاح أو فلسفة التحارب والجمود”
“أريد فهم إن كان المنع يتم لأن الفلسفة زندقة أم أن الحكام يتقربون للرعية بمنع الفلسفة؟”
الفلسفة العربية الاسلامية هي فلسفة شعوب الشرقين الادنى والاوسط في العصر الوسيط في البلدان التي كانت تدين بالاسلام . وقد ترعرعت هذه الفلسفة اول الامر، في احضان المناقشات الدينية . لكنها خرجت فيما بعد ، عن اطار اللاهوت البحت، واصطدمت احيانا بالنصية الغيبية. وكان المعتزلة رواد النظر العقلي في الاسلام ، فقد قالوا بالعقل سبيلا وحيدا الى المعرفة اليقينية وحكما اعلى في المناقشات الدينية . ورفضوا الافكار الجبرية ، وأكدوا على الحرية الانسانية . ونادى الصوفية بوحدة الوجود ، وبـ ( اتحاد) الانسان بالاله عبر ( الكشف) الصوفي، مما كان يثير حفيظة المتشددين من رجال الدين وارتبط ظهور ( المشائية) ( الارسطية) العربية الاسلامية بترجمة مؤلفات الفلاسفة اليونان الى العربية. وكان الكندى ( القرن التاسع ) اول ممثلي هذا التيار، فأكد على ضرورة اعتماد العلوم في معرفة ظواهر الطبيعة والمجتمع، وعلى قانونية العالم ( وان قال بكونه مخلوقا لله ). وقد لعب (اخوان الصفا ) ( القرن العاشر)، الذين جاءت (رسائلهم) بمثابة موسوعة للمعارف العلمية والفلسفية في ذلك العصر، دورا كبيرا في تطور الفكر الطبيعي والمتحرر. وطرح الفارابي مشروع اقامة (مدينة فاضلة) تقوم على التنوير ، على المعارف العلمية والفلسفية ، ويتربع على رأسها حكيم فيلسوف . ولقيت الافكار الطليعية لشعوب الشرقين الاوسط والادنى خير تجسيد لها في اعمال ابن سينا ، الذي مارست مؤلفاته تأثيرا كبيرا على مسيرة الفكر الاوروبي في العصر الوسيط ( فظل ” قانونه ” دليلا ومرجعا اساسيا لاطباء اوربا في القرن الخامس عشر. لم ينف ابن سينا دور الدين في تنظيم حياة الناس العملية – الاخلاقية ( وخاصة ” العامة منهم ) ولكنه اعتبر ( الاله) رمزا للعالم، المأخوذ في وحدته. كما وعنى ابن سينا بدراسة الطبيعة، وبالمنطق خاصة بوصفه منهجا للمعرفة العقلانية. وفي القرن الثاني عشر انتقل مركز الفكر الفلسفي العربي الى الاندلس . وقد جاء مذهب ابن رشد تتويجا لمسيرة الفلسفة العربية الاسلامية . فلقد نحا ابن رشد، في حله لمسألة العلاقة بين الله والعالم، منحى وحدة الوجود ، وأكد على قدم العالم، وانكر خلود النفس الفردية، ليقصر هذا الخلود على (عقل) البشرية الجماعي، على المعرفة الفلسفية والعلمية التي تغتني وتتطور من جيل الى اخر. وقد كان لهذا القول الاخير دور كبير في تطور الفكر المتحرر في اوروبا في العصرين الوسيط والحديث. وباسم ابن رشد ارتبطت ايضا هنا ( نظرية الحقيقتين ) ذات النزعة المتحررة . وفي القرن الرابع عشر لمع نجم ابن خلدون، الذي نادى بضرورة وضع علم خاص، بالمجتمع البشري (علم العمران) يستند الى القول بقانونية تطور المجتمع البشري، المشروطة بالعوامل المادية كالحياة الاقتصادية والبيئة الجغرافية – الطبيعية، وطرح في هذا الاطار الفكرة الهامة عن ان تفاوت احوال الناس يعود الى (اختلاف نحلتهم في المعاش ) . وقد مارست الفلسفة العربية الاسلامية دورا كبيرا على الفكر الفلسفي الاوربي في العصر الوسيط ، فعرفته بالفلسفة اليونانية ، واعطته دفعا قويا للسير الى الامام ولمجابهة الاكليروس واللاهوت.
—————————————————————————–
– الكندى ابو يوسف ( 800 – 879) فيلسوف وطبيب ورياضي وفلكي عربي، لقب بـ ( فيلسوف العرب) ، رائد المدرسة المشائية في الفلسفة العربية الاسلامية . له مؤلفات في الميتافيزيقا والمنطق والاطيقا.
– الفارابي، أبو النصر (870 – 950) من اعلام المشائية (الارسطية ) العربية الاسلامية. مؤلفاته الاساسية (أراء اهل المدينة الفاضلة ) ، (عيون المسائل ) ، ( كتاب الحروف ).
– ابن سينا (980 – 1037 ) – فيلسوف وطبيب ، من أبرز اعلام ( المشائية ) ( الارسطية) العربية الاسلامية . مؤلفه الاساسي ( كتاب الشفاء (اختصره في كتاب النجاة ) و ( كتاب العلم ) .
– ابن رشد (1126 – 1198 ) – فيلسوف عربي ، طور العناصر المادية في فلسفة ارسطو. من مؤلفاته الاساسية ( تهافت التهافت ) ، (فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال ) .
– ابن خلدون (1332 – 1406 ) – مؤرخ وسوسيولوجي عربي . مؤلفه الاساسي ( ديوان العبر .. ).
——————————————————————————
*** الاطيقا – علم الاخلاق من اليونانية عادة ، طبع ).
*** السوسيولوجيا ( علم الاجتماع من اللاتينية مجتمع ، واليونانية مبحث علم ).
*** الصوفية ( من اليونانية بمعنى خفي ، غامض ، ملغز ) الايمان بقوى غيبية خارقة ( مثل الاله ، والارواح العامة ) ، وبامكانية ادراكها والاتصال بها عبر الوحي والكشف عبر ( التجربة الروحية ) الخ .