اخبار العالم العربيالرئيسية

كلمة الدكتور عبد اللطيف عبيد /تونس في ندوة تأبين المرحوم الدكتور خير الدين حسيب

أيّها الأوفياء الأفاضل لفكر المرحوم خير الدين حسيب ونضاله،

السلام عليكم،

    يشرّفني أن أشارك في هذه الندوة التأبينيّة عن الراحل العزيز الدكتور خير الدين حسيب الذي أشهد أنّه أثّر فيّ، مثلما أثّر في الكثيرين، تأثيرا إيجابيّا وعمّق توّجهي العروبي وتعلّقي بأمجاد العروبة وحاضرها الناهض ومستقبلها المشرق بحول الله، بل كان المرحوم خير الدين حسيب، منذ سبعينات القرن الماضي وإلى وفاته، أحد رموز العروبة العقلانيّة البراغماتيّة المتشبّثة بالثوابت والمتحاورة المتفتّحة المتفاعلة مع كلّ التوجّهات والأفكار شرط ألاّ تكون معادية للأمّة العربيّة ومصالحها وأن تكون جادّة في حوارها.

أيتها السيدات، أيّها السادة

    في عدد شهر تشرين الثاني /نوفمبر 2017 من مجلّة المستقبل العربي كتب المرحوم خير الدين حسيب افتتاحيّة مختصرة بعنوان: “وداع “وعهد“، أعلن فيها أنّه بعدما يزيد على أربعين عاما من العمل في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية وإدارته والإشراف عليه، قد آن الأوان ليسلّم، المسؤوليّة لمن يستحقّها. ولخّص مسيرته العظيمة في عبارات بليغة قليلة عندما قال ” إنّ المركز، رغم كلّ الصعوبات، قد ظلّ أمينا على حمل رسالة المشروع النهضوي العربي الراقي والمتطلّع إلى إحداث تغيير حقيقي في وعي المواطن العربي والنّخب العربية والمجتمع العربي. وذكر المرحوم أنّ المركز كان دائما جزءا مهمّا من حياته، بل حتّى أكثر من عائلته وأصدقائه حسب تعبيره.

   وذكّر المرحوم أنّ مركز دراسات الوحدة العربية سعى إلى العمل تحت شعارين هما: الخبز مع الكرامة، والحفاظ على استقلاليّته وتوجّهاته.

أيّها الأوفياء لخير الدين حسيب،

   إنّ مركز دراسات الوحدة العربية قد شرّف الأمّة العربيّة كلّها… وهو لا يزال يشّرفها ويشرفنا جميعا.

وإنّ ما أنجز في إطار المركز وبفضله ليعدّ كبيرا وعظيما بكلّ المقاييس.

    فلنجعل من ذكرى وفاة المرحوم خير الدين حسيب مناسبة سنويّة للتعريف بمنجزات المركز: أفكاره، وتوجّهاته، ومجالاته، ومؤتمراته وندواته، والمنظمات والجمعيات التي أطلقها واحتضنها، وإصداراته، ومشاريعه الفكريّة والثقافيّة العظيمة وفي مقدّمتها المشروع النهضوي العربي، هذا الإنجاز الذي لو لم يكن لخير الدين حسيب من إنجازات سواه لكان ذلك كافيا لتحقيق ريادته وإبداعه وتأكيد قدراته الاستشرافيّة لخير الأمّة العربيّة.

رحم الله خير الدين حسيب، وجازاه خيرا على ما قدّمه للأمّة خير الجزاء، وليبق منارة نستضيء بها كلّما ادلهمّت ليالينا.

والســـــــــــــــلام عليــــكـــم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق