الرئيسية

الصراع العربي الصهيوني لن ينتهي بالاعتراف والتطبيع)

محمد جبر الريفي

لن ينتهي الصراع العربي الصهيوني مهما تخلت الأنظمة العربية جميعها عن القضية الفلسطينية واعترفت بالكيان الصهيوني ومهما تعالت أصوات الإعلاميين العرب المتصهنيين الذين فقدوا انتماءهم القومي والديني حيث التهافت العربي الرسمي المذل الان على فك العلاقة مع هذه القضية القومية التي نشبت بسببها حروب دامية وسقط فيها آلاف الشهداء العرب من الجيوش العربية والأفراد المدنيين فالانظمة السياسية وحدها لا تملك وضع حد لنهاية الصراع لأن مصيرها في الحكم إلى زوال مهما طال عهود الاستبداد والتسلط وان هذا النفر الرخيص من الإعلاميين العرب المتصهنيين لا يعبر عن موقف شعوبهم العربية الرافضة لوجود الكيان الصهيوني الذي قام على أساس الاغتصاب والتطهير العرقي لأن الذي يقرر في النهاية الحرب والسلم هي الشعوب والأمثلة كثيرة على ذلك اقربها موقف إيران وهي دولة إسلامية وغير عربية ومع ذلك كانت في عهد نظام الأمبرطور الشاه الحليف الاوثق للكيان الصهيوني ولكن بسقوطه بقيام الجمهورية تغير الموقف السياسي جذريا و أصبحت إيران العدو الأول له حتى أن عداء الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيعية للكيان الصهيوني يفوق الآن عداء كثير من الأنظمة العربية له خاصة أنظمة الخليج العربي السنية التي تقوم بتطبيع تدريجي في مظاهر مختلفة الآن مع إسرائيل بل وتوشك على الاعتراف بها رسميا وتمهد بذلك بإطلاق حملة شعواء على شعبنا الفلسطيني من خلال نخب من الإعلاميين والصحفيين ورجال الدين المأجورين الحاقدين …
الصراع العربي الصهيوني لن ينتهي بين الأمة العربية والكيان الصهيوني فهو ليس فقط صراعا سياسيا على الحدود ينتهي بالاعتراف والتطبيع كما يتم طرحه في مشاريع التسوية السياسية أو ما يسمى بالسلام الاقليمي الذي تسوقه الإدارة الأمريكية تحت اسم صفقة القرن ولكنه صراع حضاري يقوم على الاختلاف في كل أوجه ومطاهر الحياة الثقافية والاجتماعية والسبيل لحسمه لا يكون إلا بهزيمة الفكر الصهيوني العنصري التوراتي الذي يقوم على الأجلاء والتطهير العرقي وانصهار اليهود في فلسطين التاريخية كطائفة دينية أو عرقية كما هو حال الطوائف الدينية والعرقية في دول المنطقة و العالم .. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق