أخبار عالميه

روسيا تحذّر من “صدام عسكري” مع الناتو ومؤشرات على معركة حاسمة في خيرسون

دعت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون جنوبي أوكرانيا اليوم السبت كل المدنيين إلى مغادرة المنطقة “فورا” وسط تصاعد المعارك، في حين قال مسؤول بالخارجية الروسية إن الناتو يقترب من مستوى خطر ينذر بالمواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا.

وقالت إدارة المنطقة التي ضمتها موسكو للاتحاد الروسي قبل أسابيع، على تليغرام إن “على جميع سكان خيرسون المدنيين مغادرة المدينة فورا”، مشيرة إلى “وضع متوتر على الجبهة وخطر متزايد بوقوع قصف مكثف”.

وخيرسون أول مدينة كبيرة سقطت في أيدي قوات موسكو خلال الحرب المستمرة منذ نحو 9 أشهر، وستكون استعادتها أحد أبرز نتائج الهجوم الأوكراني المضاد.

وفي وقت سابق، قالت روسيا إن قواتها أحبطت محاولة أوكرانية لاختراق خطوط دفاعها في منطقة خيرسون، في حين بدأت عمليات الإجلاء إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبرو عند حدود خيرسون منذ الأربعاء الماضي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “جميع الهجمات أُحبطت، وتم رد العدو إلى مواقعه الأصلية”، مضيفة أن أوكرانيا شنت هجومها صوب مستوطنات بياتيخاتكي وسوخانوف وسابلوكيفكا وبزفودن على الجانب الغربي من نهر دنيبرو.

كما بثت وسائل إعلام روسية صورا قالت إنها لعملية إحباط هجوم أوكراني على محور خيرسون. وقالت إن القوات الروسية دمرت آليات أوكرانية، كانت تحاول اختراق خط دفاع الجيش الروسي في المنطقة.

في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا انتهت من إقامة جسر مؤقت عائم عبر نهر دنيبرو بأوكرانيا لإمداد قواتها.

وأضافت الوزارة، اليوم السبت، في تحديثها الاستخباراتي اليومي، أن الجسر سوف يكون بمثابة بديل لجسر أنتونيفسكي المجاور المدمر.

ويعد عبور النهر محوريا لإمداد القوات الروسية في مدينة خيرسون المحتلة بجنوب أوكرانيا.

كما نشرت وسائل إعلام روسية صورا قالت إنها لاستهداف حافلة تقل جنودا أوكرانيين جنوبي غربي دونيتسك.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كونشينكوف إن سلاح الجو الروسي دمّر رؤوسا حربية لصواريخ نبتون الأوكرانية المضادة للسفن خلال استهداف ورش عسكرية في خاركيف.

صد صواريخ روسية

في المقابل، قالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 18 من أصل 33 صاروخا أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية صباح اليوم السبت.

وأضافت أن روسيا شنت هجوما واسعا على كل الأراضي الأوكرانية، انطلق في حدود السابعة صباحا، وأن القوات الروسية شنت جزءا من الهجوم أيضا انطلاقا من بارجات حربية راسية بالبحر الأسود، أطلقت 16 صاروخا من طراز “كاليبر”.

وفي دونيتسك إلى الشمال الشرقي، ذكرت السلطات الموالية لروسيا أن قصفا أوكرانيًّا أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، في حين دمّر الروس حافلة تقل جنودا أوكرانيين قرب بلدة إيغورفكا على محور أوغليدار جنوبي غربي المقاطعة.

بدورها، شهدت العاصمة كييف قصفا صاروخيا روسيًّا تصدت له الدفاعات الجوية الأوكرانية، ودعا عمدة المدينة السكان إلى الحذر والبقاء في الملاجئ.

وقال عمدة “لوتسك” إن الروس استهدفوا مناطق عدة غربي كييف، أبرزها “ريفني” و”لوتسك” و”خميلنيتسكي” بضربات صاروخية تسببت في انقطاع التيار الكهربائي.

خطر المواجهة

في سياق متصل، أشار كونستانتين فورونتسوف نائب مدير إدارة عدم الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية، إلى أن الناتو يقترب من “مستوى خطر” ينذر بالمواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا.

وقال فورونتسوف، متحدثا في الأمم المتحدة في إطار الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة: “دول حلف شمال الأطلسي تفضل أن تلتزم الصمت حول ضلوعها في الأزمة الأوكرانية”.

FILE - In this May 23, 2011, file photo a launch truck fires the High Mobility Artillery Rocket System (HIMARS) produced by Lockheed Martin during combat training in the high desert of the Yakima Training Center, Wash. U.S. officials will send another $450 million in military aid to Ukraine, including some additional medium-range rocket systems. The latest package will include a number of High Mobility Artillery Rocket Systems, or HIMARS. (Tony Overman/The Olympian via AP, File)
روسيا ترى أن الناتو والولايات المتحدة منخرطان بالحرب فعليا معها عبر إمدادهما أوكرانيا بالأسلحة والذخائر المتطورة (أسوشيتد برس)

وأضاف “ولكن، لا يمكنك إخفاء الحقيقة، فهذه الدول تتسابق في تقديم الدعم لنظام كييف، وتواصل إمداده بالأسلحة والذخائر، والمعلومات الاستخباراتية، وتدريب جنوده، وإدارة العمليات القتالية، وبالتالي هم يقتربون من خط الخطر الذي ينذر بالصدام العسكري المباشر مع روسيا”.

ولفت فورونتسوف إلى أنه وفقا لمعهد “كيل” للاقتصاد العالمي، وصل إجمالي المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا إلى 42.3 مليار دولار، أكثر من نصفها من الولايات المتحدة.

وتابع: “تواصل واشنطن جنى الحصة الأكبر من المكاسب من استمرار إراقة الدماء، فهي التي تضطر الدول الأوروبية لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية منها قبل إرسالها إلى أوكرانيا”.

تنديد إيراني

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران نددت بشدة اليوم السبت بمطالبة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بأن روسيا استخدمت طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لمهاجمة أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إن دعوة ما يسمى بالثلاثي الأوروبي أمس الجمعة “خاطئة ولا أساس لها”، وإنه “تم رفضها وإدانتها بشدة”.

Iranian President Ebrahim Reisi​​​​​​​
رئيسي: لا يريدوننا أن نتطور خشية أن نغزو الأسواق (الأناضول)

من جهته، استخدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نبرة متحدية بشأن مبيعات إيران العسكرية بشكل عام خلال كلمة ألقاها اليوم السبت، قائلا إن البلاد أصبحت الآن “مصدرا محتملا معروفا للأسلحة”.

وقال خلال رحلات قام بها للخارج في الآونة الأخيرة، بما في ذلك نيويورك حيث حضر جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، “طلبوا منا بيع منتجات عسكرية، سألنا لماذا نحن؟ هناك دول كثيرة أخرى، فقالوا لأن أسلحتكم أفضل”.

ولم يحدد رئيسي نوع الأسلحة التي طُلب منه بيعها أو الجهة التي اتصلت به. وقال إن هذا أثار غضب أعداء إيران الذين “لا يريدوننا أن نتطور خشية أن نغزو الأسواق”، مضيفا “دع العدو يغضب ويموت من الغضب”.

وكان مسؤولون أميركيون كشفوا مؤخرا أن روسيا تسلمت طائرات إيران المُسيَّرة من طراز “مهاجر 6″ و”شاهد 129″ و”شاهد 191” في شهر أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي نفته طهران باستمرار.

المصدر : الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق