الرئيسيةمقالات

الرئيس محمود عباس يصارع وحيداً في معركة إنكفأ عنها العرب…بقلم فادي أبو بكر

في الوقت الذي تخوض فيه القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس “أبو مازن” حرباً مفتوحةً مع الولايات المتحدة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي، التحقتكل من مصر والأردنبركب السعودية والإمارات،لتشاركان في ورشة “صفقة القرن” التي عقدت في يومي 25 و26 حزيران/ يونيو 2019 في العاصمة البحرينية المنامة. وبغض النظر عن المزاعم العربية بالتمسك بالحق الفلسطيني في القدس والدولة المستقلة، إلا أنالمشاركة بحد ذاتها بمثابة طعنة في الخاصرة الفلسطينية، وتطبيع مجاني، وإضفاء شرعية على التدخل الأميركي في الشأن الفلسطيني، والمشاريع التي تنوي الإدارة الأميركية فرضها في المنطقة.

في نفس السياق نقلت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية، تصريحات لدبلوماسي سعودي يقول فيها: (أن زمن الحرب مع “إسرائيل” انتهى وولّى، “ومزايا تطبيع العلاقات مع إسرائيل كبيرة” ). ليتأكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه يصارع  وحيداً في معركة إنكفأ عنها العرب.

ظروف صعبة تُعايشها قيادة الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني، فرضتها الإدارة الاميركية والاحتلال الإسرائيلي، إلى جانبالتطبيع العربي المجاني والتواطؤ المخزي مع مشاريع الاحتلال التصفوية.

كما بات واضحاً أن هناك خطر حقيقي يتهدد حياة الرئيس أبو مازن في كل لحظة، ويمكن أن نستشف ذلك من التصريحات الإسرائيلية التحريضية المستمرة ضد شخص الرئيس محمود عباس، وتحديداً تلك الصادرة عن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان.

يُذكر أن تصريحات أردان التحريضية ليست بالجديدة ولم تستثني أحد، حيث أنه منذ لحظة تعيينه وزيراً للأمن الداخلي الإسرائيلي عام 2015، وهو يشن حملة تحريضية واسعة على الأسرى والشهداء وعائلاتهم، والنواب العرب في برلمان الاحتلال الإسرائيلي (الكنيست)، و المصلين في المسجد الأقصى. إلا أن تحريضه الأخير على الرئيس محمود عباس له دلالات خطيرة من حيث توقيته وأهدافه والمكان الذي صدر منه. حيث أن أردان كان قد صرّح في احتفالية بذكرى تأسيس صحيفة “جيروزاليم بوست”، صبيحة يوم الاثنين الموافق 17 حزيران/يونيو 2019 بقوله:”أنه يجب اتخاذ خطوات فورية للإطاحة بالرئيس محمود عباس وإخراجه من المسرح العالمي، كونه يدعم الإرهاب ويحرض على القتل ويشجع المقاطعة بدلاً من التعايش”.

تمثل تصريحات أردان دعوة مجددة ومفتوحة للاعلام العبري لمواصلة هجومه الحاد على الرئيس عباس. حيث أن الإعلام هو الأداة الأمثل لإعداد الرأي العام، وفي الحالة الإسرائيلية فإن الهدف المركزي هو ضمان الحفاظ على مستوى عالٍ من العنصرية والكراهية في العقل الجمعي الإسرائيلي تجاه الفلسطيني ومن يمثله.

وهنا يتسائل الكثير:إلى أين تتجه “صفقة القرن”، وما هي مآلات النزوح العربي نحو التطبيع مع “إٍسرائيل” وسط تصاعد دعوات التحريض الإسرائيلي على الرئيس محمود عباس؟ ..

فيما يخص الخروج العربي والتطبيع المجاني مع الاحتلال الإسرائيلي، فإنالرئيس محمود عباس كان واضحاً حينما قال في مقطع فيديو سجل لها سابقاً أن: “لا أحد يملي علينا رأياً.. نحن صناع القرار ونحن الذين نقرر ونحن الذين ننفذ ولا سلطة لأحد علينا”.

الرئيس محمود عباس يصارع وحيداً في معركة شرسة إنكفأ عنها العرب، ويبقى الرهان على الشعب الفلسطيني العظيم الذي سيؤكد من جديد رفضه لكل ما يمارس عليه، وعلى قيادته، وسيؤكد رفضه لـ “صفقة القرن”وكل آثارها. لكن يبقى أن تلتقط حركة حماس هذه الإشارة، وأن تستفد من هذا الضغط،ومنالفرص العديدة القادمة لتخطو بجدية نحو إنجاز المصالحة وإنهاء حالة التشتت والخلاف في الساحة الفلسطينية، وفي ذلك أضعف الإيمان، وأضعفه أفضل من عدمه!.

 

فادي أبو بكر

كاتب وباحث فلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق