مقالات

حتى لا يظن يوسف الشاهد وعصابته أنّ الشعب التونسي مغفلا..

بدأ اللغط يتسرب حول مصداقية خبر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي من عدمه خاصة وأنّ المعلومات الواردة إلى تونس من قنوات وإذاعات دولية معروفة تؤكد الخبر في حين أن عائلة الرئيس وحاشيته المقربة تنفي ذلك .. جيث بدأت الشكوك تتسرب للعديد ممن نقلوا الخبر بالنظر إلى تقاطعات الأحداث المحلية التي سبقت نشر خبر الوفاة..

إذ تزامنت الوعكة الصحية المفاجئة التي إصابت رئيس الدولة مع هجوم مسلح على مقر ديوان الإرسال الإذاعي والتلفزي في جبل عرباطة بالمنطقة العسكرية في قفصة.. حيث تفيد الأنباء الواردة من مكان الإعتداء المسلح أن سبع إرهابيين قاموا بمحاولتهم الإجرامية الفاشلة فجر الخميس 27 جوان 2019 دون التسبب في أضرار بشرية ثم لاذوا بالفرار ليغيبوا وسط الطبيعة بسلاحهم..

تزامنت هذه الحادثة مع الوعكة الصحية المفاجئة لرئيس الجمهورية في فجر نفس اليوم ليستفيق المواطن على خبر عملية إرهابية في قلب العاصمة تلاها تفجير ثاني أمام الباب الخلفي لإدارة مقاومة الإجرام بالقرجاني..

كل ذلك حدث بطريقة متواترة في نفس اليوم وكأنّ في الأمر تنسيقا مسبقا حين نعلم لاحقا أنّ إجتماعا في قصر الحكومة في القصبة وقع مساء الإربعاء بين يوسف الشاهد والكوادر الأمنية العليا دام أكثر من خمس ساعات..

وبالنبش أكثر فأكثر في المعلومات بخصوص هذا اللغط بين الصدفة الغريبة في هذه الأحداث المتواترة في نفس اليوم والتي رافقها غلق جميع الطرق المؤدية لقصر قرطاج مع إغلاق المطارات بين تونس والمنستير وجربة وإلغاء نشاطات المواني البحرية في البلاد وتعليق جلسات المحاكم وإخلائها من القضاة والمحامين والمتقاضين ومرافقيهم كما وقعت حالة إستنفار تامة للسجون وقع خلالها إلغاء الزيارة الأسبوعية لعائلات المساجين مع قدوم تعزيزات أمنية لتأمين المكان والسيطرة على الوضع..

غريب ما حدث في يوم أرعن تعكرت فيه الحالة الصحية لرئيس الدولة وتحدث فيه عمليتين إرهابيين داميتين وأخرى فاشلة.. إنها حالة من الفزع والإرباك إنتابت الطبقة السياسية المشدوهة في ذلك الخميس.. حيث سبق لتونس أن عاشت تداعيات العمليات الإرهابية في متحف باردو وفي حافلة أعوان الأمن الرئاسي وساحة القصبة في العاصمة ونزل “أمبريال” في سوسة علاوة عن العمليات الإرهابية التمويهية في حادثة البرناس والبلماريوم وساحة القصبة ولم يسبق للبلاد ومؤسساتها أن عاشت مثل هذا اللغط واللخيطة في حقيقة المعلومات الواردة على وسائل الإعلام بين الداخل والخارج والمتابعين للشأن آلتونسي..

لكن يبدو أنّ تعقيدات إضافية وقعت بعد يوم من هذه الأحداث إثر قرار السحب المفاجئ للسيارة الإدارية من المستشار المكلف بالإعلام في رئاسة الجمهورية فيراس قفراش في ضاحية حلق الوادي وتركه يواصل سيره على الأقدام أمام العموم.. وهي عقوبة تنكيلية إثر ثبوت مسؤوليته في تسريب معلومة تحويل رئيس الدولة عاة زجه السرعة إثر وعكة صحية حادة وفي حالة حرجة إلى المستشفى العسكري بتونس فجر الخميس دون الرجوع إلى الناطقة الرسمية بإسم رئاسة الجمهورية وهو ما فتح باب التأويلات والإشاعات حول حقيقة صحة رئيس الدولة ..

حدث كل ذلك بعد إن توجه الأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي وزميله سامي الطاهري لمؤازرة رئيس مجلس النواب محمد الناصر وحثه على وجوب الوقوف ضد أي فراغ دستوري بعد أن لاحظا إرتباكا لدى نواب النداء والنهضة وباقي الموظفين في قبة باردو حيث لم يكن النائب سفيان طوبال وراء إستدعاء رئيس البرلمان لقطع إجازته المرضية والإلتحاق بمكتبه تفاديا للمفاجآت الغير سارة..

يبدو أنّ المؤسسة العسكرية لم تساير من خطط في الخفاء لهذه اللخبطة لإحداث فراغ دستوري تمهيدا لإنقلاب ناعم أشرف عليه من وراء ااسنار يوسف الشاهد وجماعته من حاشية الباندية في القصبة خاصة وأنه كان في موقع الجريمة الإرهابية لحظات بعد حدوثها مع كلمة جاهزة من رئيس الحكومة للصحفيين أمام كاتيدرالية العاصمة حيث غاب حضور وزير الداخلية ووزير الدفاع عن المكان وعن الندوة الصحفية التي كان من المتوقع أن يشرف عليها وزير الداخلية هشام الفوراتي في نفس اليوم.. فقد وقع إلغاء غلق المطارات والموانئ البحرية في نفس اليوم وبقي الناطق الرسمي القطب الفضائي يصرخ خارج السرب بعد أن تسرع ونفى لدى لدى وسائل الإعلام أنّ المحاكم لم يقع إخلاؤها من المواطنين وهو ما كان مجانبا للحقيقة والواقع..

لكن الملفت للإنتباه أنّ السفارة الفرنسية كانت على علم مسبق بالعملية الارهابية وقد أبلغت وزارة الداخلية ثلاثة أيام قبل وقوع الجريمة عن إمكانية حدوث تفجيرات إرهابية في محيط السفارة وفي إحدى المنشآت الأمنية أو العسكرية في نفس اليوم.. وكانت السفارة الفرنسية أكثر جاهزية في التعاطي مع العملية الإرهابية في نهج شارل ديغول حيث ما إن بلغ دوي الإنفجار الارهابي حتى نزل جميع الموظفين والوافدين على السفارة إلى دهليز الطابق تحت الأرضي للإحتماء من أي مكروه قد يحصل..

فهل كان يوسف الشاهد وراء كل هذه الخزعبلات الإرهابية لإرباك الشعب والإستيلاء على السلطة مع سليم العزابي وباقي شلة باندية ساحة القصبة بعد أن كشرت حركة النهضة في المدة الأخيرة عن وجوب التخلي عن خدمات الغشير بعد أن إنتهت صلوحيته وقام بتفجير نداء تونس في المؤتمر الإنقلابي في سوسة ثم إنقلب على البجبوج وتمرد عليه بعد وثيقة قرطاج 2 وراح يطلب ود المعبد الأزرق الذي لا يأتمن عون السفارة الذي أراد أن يقلب الطاولة على الجميع بعد أن تضخم لديه الأنا وظن أنه قادر أن يضحك على الشعب التونسي بحزب وُلد من رحم الخزعبلات في برلمان البزناسة..

لم يستوعب الغشير الدرس من وزير الداخلية السابق لطفي براهم في عملية المنيهلة الإرهابية المفبركة وجاء بمسرحية إرهابية جديدة بإخراج هوليوودي ركيك بعد أن سيطر على مستشاريه وباقي الكوادر الأمنية بملفات فسادهم ليذعنوا لأوامره وجشعه في السلطة ويسايره الجميع في طموحاتخ ورغباته التي لن يتحقق منها شيئا.. وما عليه حاليا إلا المغادرة من القصبة ومن الحياة السياسية نهائيا حتى لا يقضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق