الدين والشريعة

شذرات لغوية القاسطون و المقسطون في القرآن الكريم

السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد - مصـر

من خلال القراءة و التأمل في آي كتاب الله العزيز نلمح بعض المفردات التي تستوقفنا في موازنة للوقوف علي المعاني و المقصد من وراء السرد البياني لهذه الالفاظ التي توضح لنا غاية المفردة والجملة في سياق الكلام —
و هذا من باب أسلوب بلاغي بياني — و لم لا و من البيان لسحر — !! .

( القاسطون – و المقسطون ) :
—————————-
هذا واضح وجلي عندما نتوقف مع الفرق بين الآيات الكريمة الآتية :
= في الآية الخامسة عشرة من سورة الجن، قال تعالى:
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن: 15]

= وفي الآية الثامنة من سورة الممتحنة:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة: 8]

= وفي الآية الثانية والأربعين من سورة المائدة:
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة: 42]

= (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات)

والخلاصــــــة :
—————
القسط :
——-
الذي أمر الله بالحكم به هو العدل، والمقسطون هم أهل العدل في حكمهم وفي أهليهم وفيما ولاهم الله عليهم .
وأقسط أي عدل في الحكم، وأدى الحق ولم يجر.

أما القاسط :
———–
فهو الجائر الظالم يقال:
قسط يقسط قسطًا فهو قاسط إذا جار وظلم، ولهذا قال تعالى: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن: 15] يعني الظالمين الجائرين المعتدين المتعدين لحدود الله، وهم الذين توعدهم الله بأن يكونوا حطبا لجهنم.

أما المقسطون بالميم من أقسطوا من الرباعي فهؤلاء هم:
أهل العدل الموفقون المهديون الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وفيمن ولاهم الله عليهم، ولهذا قال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة: 8] يعني يحب أهل العدل والاستقامة والإنصاف .
ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: المقسطون على منابر من نور يوم القيامة الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا .

هذه كانت الفروق الجوهرية بين القاسط والمقسط تضاد يبرز المعني ويوضحه و يؤكده عندنا في اللغة العربية و علوم البلاغة —
فيا رب بصرنا بالقرآن الكريم و كلماته و تفسيره و فهمه علي النحو الصحيح السليم .
فهو معجزة خاتمة الانبياء و المرسلين الي يوم الدين .
آميـــــــــــــــن يا رب العالمين و صل وسلم و بارك علي الرحمة المهداة و علي من ولاه أجمعين .
و للحديث بقية أن شاء الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق