الخيرية :
” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ” آل عمران 110
الخيرية تكليف ومسئولية , حيث أنها تصبح أمة قدوة للعالم في الاخلاق وتفعيل المنهج الالهى , فاذا تنحت عن ذلك تنحت عنها الخيرية ´أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون ” المؤمنون 115
” كل نفس بما كسبت رهينة ” المدثر 38
” ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ” الاسراء 36
والخيرية وسطية بمعنى عدل حتى تكون شهيدة على غيرها من الأمم لصلاحها ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ”
حديث :” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ”
فالمشكلة ليست مشكلة قيم أو أزمة قيم , وانما المشكلة هى في كيفية التعامل مع القيم وربطها بالواقع المعاش , أو في كيفية المواءمة بين القيم وواقع الحياة الاجتماعية
والخيرية هى الحرية المنضبطة المسئولة التى تعرف الواجبات قبل الحقوق , وتعرف ان الانسان لا يعيش بمفرده وانما وسط جماعة , فالخيرية هى حفظ الانسان للحقوق الخمسة : النفس والعقل والنسل , والدين والمال .
والخيرة هى معرفة الاستراتيجية التى تعنى الاهداف المستقبلية التى يراد تحقيقها على المدى الزمنى البعيد وتقوم في الاسلام على ركيزتين :
الاستخلاف في الارض وتعميرها واستمرارية الحياة عليها بالحب والسلام والتآخى والتعارف والتآلف والتأثير والتأثر في الخير لا الشر
اتخاذ الطريق المستقيم الغير متشعب ومتحزب ومتقولب , وهى أقصر الطرق وصولا للخيرية وللخيرات .
والطريق المستقيم هو القيم والاخلاق ” انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ”
والقيم : هى المعايير والاحكام التى يتم على أساسها الحكم على سلوك الانسان بالتفضيل والرضا أو الرفض والاستهجان
ولهذا قال عبدالله بن المبارك : صنفان من الناس اذا صلحا صلح الناس ,واذا فسد فسد الناس , قيل من هم ؟ قال : الملوك والعلماء .
وقال ابن القيم : ان الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح الناس في المعاش والمعاد , فكل مسألة خرجت من العدل الى الجور , وعن الرحمة الى ضدها , وعن المصلحة الى المفسدة , وعن الحكمة الى العبث , فليست من الشريعة .
قال تعالى :” إن أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه أنيب ” هود 88
والخيرية في الفهم والفقه تعنى : لكل واقعة حكم فلا نشطط ولا نفرط .
الشاعر وحيد راغب