الدين والشريعة

تأملات في أية

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر

قال تعالى:
(يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا) (مريم:28)
عندما نتأمل هذه الآية الكريمة من خلال التفسير نجد جل التفاسير تتفق و تتلاقي في المعني دون خلاف ومن ثم اختصرنا مجمل القول هنا في يسر وتبسيط كي تعم ثمرة جوهر المعاني علي النحو التالي ٠٠

إن المقصود بهارون في الآية الكريمة إما هارون أخو موسى، والأخوة المذكورة ليست أخوة حقيقية، لأن بين هارون ومريم مئات السنين بالفعل وإنما هي أخوة مجازية، فمعنى أنها أخت هارون أنها من نسله وذريته، كما يقال للتميمي يا أخا تميم؟ وللقرشي: يا أخا قريش! فمعنى قولهم:
يا أخت هارون، أي يا من أنت من ذرية ذلك النبي الصالح، كيف فعلت هذه الفعلة؟ وحتى لو لم تكن من نسله وذريته فإنها تنتسب إليه بخدمتها للهيكل وانقطاعها للعبادة فيه.

فقد كانت خدمة الهيكل موقوفة على ذرية هارون.
فمعنى:
يا أخت هارون!
يا من تنتسبين إلى هذا النبي الصالح بالخدمة والعبادة والانقطاع للهيكل.
ويجوز أن يكون المراد بهارون في الآية رجلا صالحا من قومها في ذلك الحين…
كانت تتأسى به مريم… وتتشبه به في الزهد والطاعة والعبادة، فنسبت إليه، فقالوا لها: يا من تتشبهين وتقتدين بذلك الرجل الصالح، ما كان أبوك بالفاجر، ولا أمك بالبغي، فمن أين لك هذا الولد؟

وقد روى أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران -وكانوا نصارى- فقالوا:
أرأيت ما تقرؤون:
يا أخت هارون؟ وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ يعترضون على المغيرة..

قال: فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم؟) وهذا التفسير النبوي يبين أن هارون المذكور في الآية ليس من اللازم أن يكون هارون المذكور هو أخا موسى كما فهم أهل نجران، وإنما هو هارون معاصر لمريم… فقد كان قومها يسمون بأسماء الأنبياء والصالحين منهم.
والخلاصة ٠٠٠٠
فضرب بهارون عدة اراء منها ٠٠
أولا ٠٠٠
انها أخته في النسب مجازا و في العبادة والزهد وخدمة البيت
ثانيا كان هارون رجلا صالحا في قومها وكانت هي في الصلاح منه بمنزلة ٠٠٠
ثالثا ٠٠ أن هارون كان رجلا فسادا في قومها وحينما أتت بهذا الفعل الشنيع اتصلت معه في السوء سواء ٠٠٠
ومن ثم نجد كل المعاني تتلاقي في استنكار هذه الحادثة شكلا ومضمونا لكن الله له حكمة بالغة في القصد لا يخف علي فاهم ومدرك للأمور قاطبة ٠
وفي النهاية نتمني ان نكون قد وفقنا في هذه التأملات بغرض الخير التذوق اي الكتاب الحكيم ..
يا رب تقبل منا الصيام و القيام وقراءة القرآن وصالح الأعمال ٠٠٠
وكل عام لحضراتكم بخير وسلام امين ٠٠٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق