بارعات العالم الغربي
سعيدة وارسي
لاجئة مسلمة من باكستان، ووزيرة سابقة للدولة للشؤون الخارجية في بريطانيا».
بالرغم من مواجهتها العديد من الصعوبات للوصول إلى منصب وزيرة في الحكومة البريطانية، باعتبارها أول وزيرة مسلمة تصل إلى هذا المنصب، فلم تتردد للحظة في التقدم باستقالتها من منصبها دعماً لغزة في أغسطس 2014، بعد أن أوضحت أنها فعلت كل ما تستطيع، سواء في الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، لمحاولة إقناع مجلس الوزراء البريطاني بأن السياسة البريطانية في غزة لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا.
وجاء اختيار البارونة سعيدة وارسي، لتشغل منصبا وزيرة الدولة للشؤون الخارجية، في 12 يونيو 2010 وهي لم تتجاوز الـ40 من عمرها، لتكون أول وزيرة مسلمة في تاريخ بريطانيا.
سلكت «وارسي» كل الدروب الممكنة كي تمنع المجازر التي تحدث في قطاع غزة ضد المدنيين العزل، فطلبت من حكومتها أن تغير من سياستها المتبعة مع إسرائيل، وذُهلت عندما علمت أن حكومتها ما زالت تصدر الأسلحة إلى إسرائيل، فيما اعتبرته مساعدة غير مباشرة من بريطانيا لقتل الأطفال الفلسطينيين، فسارعت بتقديم استقالتها.
ولا يعد هذا الموقف الأول الذي تتخذه «وارسي» ضد الحكومة البريطانية، ففي سياق نقاش المملكة المتحدة بشأن حظر الحجاب عام 2010، حاول النواب المحافظون البريطانيون فرض حظر ارتداء الحجاب على النساء، فرفضت «وارسي» ذلك مؤكدة أن الملابس لا تحد المرأة من الانخراط في الحياة اليومية ولا تميزها عن غيرها.
وبسبب آرائها الرافضة لحظر الحجاب صُنفت «وارسي» كواحدة من أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيراً في العالم، بحسب تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية البريطاني.
ولدت «وارسي» في 28 مارس 1971، وهي الطفلة الثانية لولدها الذي لديه 5 فتيات، نشأت في «ديوسبري» غرب مقاطعة «ريدنج أوف يوركشاير» البريطانية، لعائلة من المهاجرين الباكستانين، وبدأ والدها حياته العملية كعامل في مطحنة وتمكن من عمل شركة رأس مالها 2 مليون جنيه إسترليني، ودائما ما تفتخر «وارسي» بنجاح والدها، ما جعلها تتبني مبادئ وأفكار المحافظين.
وتزوجت «وارسي» من ابن عمها «نعيم» عام 1990 وطلقت منه في 2007، ولديها ابنه تدعى «آمنة»، ثم تزوجت مرة ثانية عام 2009 من افتخار عاظم ولديهم 4 أبناء.
درست «وارسي» القانون في كلية «ديوسبري» بجامعة ليدز وعملت كمحامية، وبدأت حياتها السياسية منذ أن كانت طالبة عندما انتخبت نائبًا لرئيس اتحاد الطلاب في كلية «ديوسبري»، وتم اختيارها لعضوية مجلس اللوردات عن حزب المحافظين قبل عدة أعوام، وشغلت عدة مناصب في حكومة الظل لحزب المحافظين من بينهم منصب وزيرة ترابط المجتمع والعمل الاجتماعي في حكومة الظل البريطانية عام 2007، كما أنها شغلت سابقًا منصب نائب رئيس الحكومة
ومن بين أشهر موقفها السياسية لـ«وراسي» إطلاق سراح المعلمة البريطانية، جيليان جيبونز، التي اعتقلتها السلطات السودانية عام 2007، وقدمتها للمحاكمة على خلفية اتهامات بالإساءة إلى الدين الإسلامي، بعدما سمحت لطلبتها في إحدى المدارس بتسمية دمية على شكل دب باسم «محمد».
ويطلق على «رواسي» لقب أكثر النساء المسلمات نفوذًا في بريطانيا وتتسم سياستها بالانفتاح والدعوة للمشاركة في الحياة السياسية للمسلمين والدفاع عن حق فلسطين والمرأة.
وتؤمن «وارسي» بضرورة اندماج أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا في العمل السياسي البرلماني البريطاني والترشح في الانتخابات النيابية والبلدية من أجل القيام بدور أكبر في البلد الذي يعيشون فيه وكي لا يشعروا بالتهميش.
وتعرضت «وارسي» للرشق بالبيض في 1 ديسمبر 2009 في منطقة بيري بارك ذات الأكثرية المسلمة حيث اتهمها المحتجون بأنها «مسلمة غير ملتزمة، وأنها تؤيد قتل المسلمين في أفغانستان».
وعملت «وارسي»على مشروع بحثي عن وزارة القانون في باكستان وترأس حالياً مؤسسة «سعيدة» الخيرية لتمكين المرأة، ومقرها باكستان، كما تعد من أشد المهتمين بتشريع القوانين الخاصة بقضايا مثل الزواج القسري وختان الإناث ومضغ القات.