اكثر من عشر سنوات والحديث عن جهود المصالحة والتي باتت بين المراوغة والموافقة، لم يدرك البعض ان هذا الحديث ضمن تفاهمات صامتة بين فتح وحماس ولمصلحة الطرفين بحيث ان كل منهما ياخذ حصته من الكعكة وانتهاء الامر مع الاستمرار بمزاعم الرغبة في الوحدة وانهاء الانقسام. ولم يدرك البعض ان هذه الوضعية الحالية والانفصال القائم هي افضل الفترات بالنسبة لامن اسرائيل، بحيث ان كل من الطرفين اتفقا ضمن تفاهمات مع الاحتلال بالحفاظ على امنها مقابل المال. ولم يدرك البعض ان اسرائيل هي من تقرر المواجهة وبيدها مفتاح السلم والحرب، وهي من تختار الموعد المناسب لحدوث
مواجهة على غزة بالتحديد اذا شعرت ان حماس بدات بابتزازها فاسرائيل لن ترضى بذلك. قرار المواجهة مرهون بموضوع المال حيث تحاول اسرائيل احتواء ابتزاز حماس عن طريقه، فاذا وجد المال وجد الهدوء واذا انتهى المال رجعت المسيرات الى قوتها وشدتها وهكذا، ولكن هذا الامر لن يستمر طويلا بل الى حد معين. موضوع المواجهة مرتبط بكل من مصر وقطر حيث تسعيان كل منهما الى تعقيل حماس حتى لا تحدث مواجهة وتضر بجميع الاطراف، لكن اسرائيل ستسعى لردع حماس عن ” اللعب بالنار ” وجيشها مستعد وبقوة وفي الوقت الذي تحدده اسرائيل فلا تفاؤل بشان المحافظة على الهدوء على حدود قطاع غزة. فيما يخص اسقاط مصطلح ” المناطق المحتلة ” على هضبة الجولان وقطاع غزة والضفة الغربية من قبل الخارجية الامريكية والتاكيد من قبل سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة بان الجولان جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل، يؤكد الانحياز
الامريكي لاسرائيل واسقاط صفة محتل عن كل من الجولان وقطاع غزة والضفة يؤكد انهم اجزاء من دولة اسرائيل وان القضية الفلسطينية ذهبت ادراج الرياح . الحكومة المقبلة:- بين واقع سياسي ومالي معقد استلم دكتور محمد اشتية رئاسة الوزراء بعد تكليف من الرئيس الفلسطيني ابو مازن، فامام رئيس الوزراء الجديد معضلات حقيقية، فمن الناحية السياسية امامه
معضلة صعبة وهي حالة الانقسام الحالية وكيفية اعادة الوحدة اما بالمصالحة السلمية بين فتح وحماس واما بتقليص سيطرة حماس بزيادة العقوبات والضغط عليها وخروج الناس ضدها ولكن بكلا الحالتين اعادة موضوع الوحدة ليس بالامر السهل، فنتينياهو لن يقبل بالمصالحة الا باعتراف حماس باسرائيل كدولة يهودية للشعب اليهودي ، وتفكيك قوات القسام ، واعلان نبذ العنف. المعضلة الاخرى التي تواجه الوزارة الجديدة وهي الازمة المالية الخانقة بسبب عدم موافقة ابو مازن على صفقة القرن والتي اختُزلت بسلام اقتصادي مع ذوبان القضية الفلسطينية، ستستمر الازمة لاكثر من ثلاث اشهر قد يسعى الدكتور محمد اشتية الشخصية الاقتصادية ايجاد حلا للازمة المالية، لياتي بعدها المخطط الاكبر وهو السلام الاقليمي والاقتصادي
وبمشاركة اسرائيلية لتحقيق هذا الهدف. خلاصة:- غزة تحتاج الى وقت للاستقرار، فالاقليم غير مستقر حاليا سيبقى الضغط على غزة الى حين اعادة ترتيب التوازنات الاقليمية والدولية في منطقة الشرق الاوسط. اما الضفة الغربية اذا لم تتساوق مع السلام الاقتصادي والحل الاقليمي ستكون السلطة الوطنية الفلسطينية في ازمة مالية خانقة.