مقالات

المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغير جيلاً بأكمله”

أ.د.حنا عيسى

عظمة الرجل من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها

ما من رجل عظيم يصادفني في الحياة إلا وأجزم في الحال إن والدته أكثر عظمة منه

قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً.. ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه.. ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله

(سيدتي الأم والعامله في المصنع والحقل، سيدتي المديرة والمعلمه في المدرسة وجامعة العلم، سيدتي في الخيمة واطلال البيت، سيدتي الموظفة والكاتبة والطبيبة ومهندسة في كل مكان يا أنثى العصر، أرضي المباركة تحيى أولاً سيدة فلسطين وأرض القدس، وسيدات العرب وبلاد الغرب، سيدتي أنت القوة المحركة للبناء والتطور في المصنع والشركة والبيت)

يعود يوم المرأة العالمي الى قيام النساء العاملات في الدول الصناعية (الولايات المتحدة الامريكية وروسيا) بالقيام بتظاهرات للمطالبة بحقوقهن في تحسين ظروف العمل كتقصير وقت العمل ورفع الاجور. ففي سنة 1857 خرجت آلاف النساءللاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروفاللاإنسانية التي كُن يُجبرن على العمل تحتها،ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريقالمتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولينالسياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة علىجداول الأعمال اليومية. وفي الثامن من آذار سنة1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر منجديد في شوارع مدينة نيويورك وحملن قطعا منالخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية،واخترن لحركتهن الاحتجاجية شعارخبز وورود“. هذه المرة طالبت النساء بوقف تشغيل الأطفالوالمعاملة المساوية للرجل ومنح النساء الحق السياسي اي حق الانتخاب.

اما النساء الروسيات فكان شعارهن في المظاهرات الخبز والسلام احتجاجاً على الخسائر التيتكبدتها روسيا في الحرب العالمية الاولى والتيبلغت مليوني جندي. وبعد أربعة أيام من التظاهرات أُجبر القيصر على التسليم، ومنحتالحكومة المؤقتة المرأة الروسية حقها في التصويت.

ومنذ تلك السنوات، أخذ نضال المرأة بالتصاعد والانتشار في شتى دول العالم، فوصل الى اروقة الامم المتحدة، حيث نصت المادة 1 من ميثاق الأممالمتحدة لتحقيق التعاون الدوليعلى تعزيزاحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناسجميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسببالجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجالوالنساء.” وفي العام الأول للأمم المتحدة، أنشأالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجنة وضع المرأةبصفتها الهيئة العالمية الرئيسية لصنع السياساتالمتعلقة حصرا بتحقيق المساواة بين الجنسينوالنهوض بالمرأة. وكان ومن أوائل انجازاتها ضمانلغة محايدة بين الجنسين في مشروع الإعلانالعالمي لحقوق الإنسان، إذ يؤكد ذلك الإعلان، الذياعتمدته الجمعية العامة في 10 كانون الأول/نوفمبر1948، من جديد على أنه يولد جميع الناس أحراراومتساوين في الكرامة والحقوق وبأن لكلإنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحرياتالمذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع،ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أوالجنس، أو اللغة، أو الدين،أو المولد، أو أي وضعآخر.”

وعندما بدأت الحركة النسائية الدولية تكتسب زخماخلال السبعينات، أعلنت الجمعية العامة بالامم المتحدة عام 1975 بوصفها السنة الدولية للمرأةونظمت المؤتمر العالمي الأول المعني بالمرأة، الذيعقد في المكسيك. غير أن تخصيص يوم الثامن منآذار كعيد عالمي للمرأة تم سنة 1977 عندما أصدرتالمنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتمادأي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررتغالبية الدول اختيار الثامن من آذار. وتحولبالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيهالنساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهنوتذكير الضمير العالمي بالظلم الذي مازالت تعانيمنه ملايين النساء في العالم. وفي عام 1979،اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية القضاء على جميعأشكال التمييز ضد المرأة، التي غالبا ما توصفبأنها الشرعة الدولية لحقوق المرأة. وتحددالاتفاقية، في موادها الثلاثين، صراحة التمييز ضدالمرأة وتضع برنامجا للعمل الوطني لإنهاء هذاالتمييز. وتستهدف الاتفاقية الثقافة والتقاليدبوصفها قوى مؤثرة في تشكيل الأدوار بينالجنسين والعلاقات الأسرية، وهي أول معاهدةلحقوق الانسان التي تؤكد على الحقوق الإنجابيةللمرأة. وفي 2 تموز/يوليه 2010، أجمعت الجمعيةالعامة للأمم المتحدة على إنشاء هيئة واحدة للأممالمتحدة لتكليفها بتسريع التقدم المحرز في تحقيقالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ويدمج كيانالأمم المتحدة الجديد المعني بالمساواة بين الجنسينوتمكين المرأة هيئة الأمم المتحدة للمرأة – أربعوكالات ومكاتب دولية وهي: صندوق الأمم المتحدةالإنمائي للمرأة (اليونيفيم)، شعبة النهوض بالمرأة،ومكتب المستشارة الخاصة للقضايا الجنسانية،والمعهد الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوضبالمرأة.

اما المرأة الفلسطينية فقد ناضلت على صعيدين، الاول: نضالها الوطني ضد الاحتلال الصهيوني، فكانت الشهيدة والجريحة والأسيرة…

الثاني: نضالها المحلي للتحرر من سيطرة الرجل وظلم العادات والتقاليد المتمثلة في القتل بإدعاء غسل شرف العائلة، العنف (الجنسي والجسدي)، الزواج القصري، الحرمان من التعليم والعمل

وبفعل نضالها الدؤوب، حققت المرأة الفلسطينيةمنجزات في الجوانب السياسية، الاقتصاديةوالاجتماعية، فهي اليوم وزيرة، او رئيسة بلدية او عضو في المجلس التشريعي ..

أما على الصعيد الاقتصادي، فنجدها سيدة اعمالتدير مصنع او شركة، او نجدها إمرأة ريفية منتجةفي مجال الحرف والأعمال اليدوية ..

وكان دور المرأة الفلسطينية في العمل الاجتماعيوالتنمية البشرية بارزاً، حيث انها أنشأت مئاتالهيئات النسوية والمؤسسات الخيرية التي قدمتخدمات جليلة على الصعد التثقيفية والتنمويةوالصحية ..

نبارك للمرأة عيدها ونتمنى لها التقدم والازدهار على قدم المساواة مع الرجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق