مقالات

مؤتمر وارسو حلقة من حلقات التأمر الأمريكي على الحقوق الوطنية )

بقلم محمد جبر الريفي

.مؤتمر وارسو الذي عقد بطلب أمريكي وتم الأعداد له من قبل الثنائي جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض وهو يهودي وصهر الرئيس الأمريكي ترامب وجبسون جرينبلات مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط
وهما الأكثر انحيازا في الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني ولرؤية حكومة الائتلاف اليميني المتطرف القائمة على أساس الأصولية اليهودية . .مؤتمر وارسو هذا هو في الحقيقة جاء امتدادا للاسلوب الدبلوماسي الذي مارسته الخارجية الأمريكية بعد حرب أكتوبر عام 73 بصدد التوصل إلى حل للصراع العربي الصهيوني وكان هذا الأسلوب قد بدأ بانعقاد مؤتمر جنيف عام 1974 حيث كان متفقا على حضور مصر وسوريا والاردن للمؤتمر بدون مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية التي قاومته بسبب استثنائها من الحضور من قبل الولايات المتحدة. .لقد كانت سياسة كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق القائمة على نظرية الخطوة خطوة تستهدف الاستفراد بمصر وإلغاء دور منظمة التحرير الفلسطينية وهو الشيء الذي سار عليه نظام السادات باتخاذ وجهة إقليمية هدفها التوصل إلى سلام منفرد مع الإسرائيليين وهذا ما تحقق بالتوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد التي بموجبها حقق المشروع الصهيوني اول مكتسباته بالاعتراف المصري بالدولة اليهودية ..لقد تحولت القضية الفلسطينية في السياسة الأمريكية بالموقف الأمريكي الحالي من قضية سياسية إلى قضية إنسانية بتفريغها من مضمونها الوطني التحرري وبذلك يكون العنوان الإبرز لمؤتمر وارسو هو استبدال السلام السياسي بجوهره القائم على التحرر والاستقلال الوطني وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه على حدود 67 إلى السلام الاقتصادي بطبيعته القائمة على المشاريع الاقتصادية التي تمولها دول النفط الخليجية الثرية لتحسين ظروف الحياة المعيشية للفلسطينيين في الضفة والقطاع مع بقاء الاحتلال ومؤتمر وارسو بهذا التوصيف يكون حلقة من حلقات التأمر على مستقبل المنطقة العربية والشرق الأوسط وعلى القضية الفلسطينية ايضا الأمر الذي جوبه بمعارضة شديدة من قبل الطرف الفلسطيني صاحب القضية الأساسي ورفض المشاركة فيه كما رفضته كل فصائل العمل الوطني وهو أيضا ما يستدعى من كافة قوى التحرر العربية مواجهته حتي لا يحقق أي هدف من الأهداف التي تسعى اليها كل من إدارة ترامب المتصهينة وحكومة الائتلاف اليميني المتطرفة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق