اقلام حرةالرئيسية

ابو مرزوق والاحمد .. اضحكا فمن وجهيكما ينهمر الفرح، لكن هل ابتسامتكما بفعل برد موسكو ام حرارة الفودكا؟

كتب رئيس التحرير: في بهو فندق واسع، وعلى سجادة زرقاء فخمة، وقف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد وبجانبه عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق، ليهديا الشعب الفلسطيني ابتسامة عريضة بعد 11 عاما من الانقسام.

ويبدو ان احدا اقنع الاحمد وابو مرزوق ان الشعب الفلسطيني سواء المحاصر في غزة او الصامد في السجون او الذي يواجه الاحتلال يوميا في القدس والضفة بحاجة ماسة الى ضحكتهما سوية، لكي تعزز من صموده، ولذلك فهما لا يبخلان على الشعب في كل جولة مصالحة، بـ “ضحكة جنان ” تأكيدا على انحيازهما لمصالح الشعب والمشروع الوطني.

ويحفظ التاريخ لابو مرزوق والاحمد ضحكات يخلدها في سجلاته كانجازات لماراثون المصالحة الذي وصلت اخر محطاته موسكو، ولا احد يعلم اين تكون المحطة التالية فلربما يستضيفنا الاخوان في قارة انتاركتيكا، او لعل الفصائل تقوم بزيارة الى المريخ او القمر لعقد جلسة مباحثات بعيدا عن فضول وتطفل العيون.

ان الحقيقة المرة ان هذه الابتسامة هي سخرية من هذا الشعب وتضحياته ونضالاته، هذا الشعب الذي حفظ عن ظهر قلب اسطوانات الردح الاعلامي بين الاحمد وابو مرزوق وغيرهم من مسؤولي الحركتين طيلة 11 عاما، بات غير قلقا بما ستسفر عنه لقاءاتهما لانه يعرف النتيجة مسبقا، واما ابتسامتهما التي تظهرهما وكأنهما يظهران لسانهما للشعب، ستبقى محفوظة .

11 عاما من الردح الاعلامي، كان المواطن يضطر خلالها لرؤية قادة الحركتين وهم بعبوس قاتم حين يظهروا على وسائل الاعلام لتبدأ موجات التخوين والتكفير تنهمر عبر الاثير، الا ان الآية تنعكس رأسا على عقب، حين يلتقون، فتظهر اسنانهم وتنفرج اساريرهم، وسيرة اللقاءات الاولى حاضرة في ارشيف جوجل ويوتيوب، حتى بات المواطن الفلسطيني يظن انه سبب نكدهم، ولذلك فهم يضطرون للسفر قليلا من اجل التخفيف عن انفسهم، والتخلص من قرف الشعب ونكده.

قضية سافرت عبر كل الدنيا، ومشروع وطني يبدو واضحا من المتكسب من ورائه ومن الذي يدفع من دمه ثمنا له، لم يبقى منهما شيء، فلا القضية بخير ولا المشروع الوطني يحقق ارباحا، ويبدو ان الشعب الذي استنفذ واستهلك من قبل الحركتين لا يزال قدره ان يدفع الثمن وحيدا، كيف لا والقادة منشغلون بتخليد ضحكاتهم بانتظار العودة الى البلاد، من اجل موجة جديدة من الردح الاعلامي والتخوين والتكفير سيستمعها الشعب.

11 عاما لم تتركا مكانا الا واستجممتم به للبحث عن المصالحة، وكأن المصالحة ضائعة في عواصم العالم وانتم تبحثون عنها لعلكم تعثرون عليها، ولذلك نسألكم اليوم وانتم توثقون ابتسامتكم والشعب في الضفة وغزة يعاني ما يعانيه، نسألكم باسم الشعب : من المنقسم انتم الذين قسمتم الوطن، ام الشعب هو المنقسم على نفسه؟

نقول اليوم كان الله بعون الشعب العربي الفلسطيني الذي  عانى وما زال يعاني منذ 11 عاما ويلات انقساماتكم وتقسيمكم، ومهاتراتكم وتخوينكم وتكفيركم، فشيء من الخجل، ام انكم ما عدتم تخجلون، وكما قال الشاعر لعمرك ما ضاقت بلاد باهلها .. ولكن اخلاق الرجال تضيق.

وفي الختام سؤال اول واخير .. هل ابتسامتكم سببها برد موسكو ام حرارة الفودكا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق