شعر وشعراء
صالونات / جواد يونس

صالونات
لو كنتُ في زمَنٍ سوى هذا الزمانِ *** لقرأتَ شعري في (الحماسةِ) و(الأغاني)
ولَأنشدَتهُ الغانياتُ بخدرِها *** وترنَّمت بلُحونِهِ شمسُ الأغاني
فقصائِدي نبضُ الفؤادِ، ولم أجد *** شِعرًا شجِيًّا مثلَ بَوحِ فتًى يُعاني
لكنَّ سوقَ الشعرِ كاسدةٌ وإن *** رصَّعتَ حرفكَ بالعقيقِ وبالجُمانِ
والشِّعرُ أمسى مُستباحًا عرشُهُ *** وعليهِ أُلقِيَ مَن رمَوهُ إلى الهَوانِ
والشِّعرُ روحٌ، لم يكن جسدًا، فهل *** سيُنيبُ مَن فُتِنوا بأنصافِ المَعاني؟!
كم مَربدٍ أمسى كما (الكَبَريهِ) إذ *** تتمايلُ الغاداتُ عُهرًا كالقِيانِ!
وَيَصيدُها مُتَشاعِرٌ نثرَ الحُروفَ على النُّهودِ وفوقَ أفخادِ الغَواني
وَمنابِرُ الإعلامِ لم تسمَع سوى *** بشُوَيعرٍ مَلِقٍ لسُلطانِ الزَّمانِ
هوَ لا يريدُ خرائدَ الفحلِ الذي *** هزَّ المَرابدَ، بلْ عُروضَ البَهلَوانِ
تاللهِ، ما هذي قوافي حاسدٍ *** ما كانَ يحسدُ باقِلًا ربُّ البَيانِ
هيَ غَيرةُ الحُرِّ الأبيِّ وشاعِرٍ *** زفَّت قَوافيهِ الشَّهيدَ إلى الجِنانِ
الظهران، 22.1.2019 جواد يونس