مقالات

قراءة في الوضع السياسي العربي الحالي / محمد جبر الريفي

( قراءة في الوضع السياسي العربي الحالي )
تشهد الخارطة السياسية العربية على صعيد القوى السياسية المؤثرة فيها تراجع قوى التحرر و التقدم عموما أمام الهجمة الرجعية والطائفية والعرقية بشكل خاص فالخطاب القومي حدثت له انتكاسة منذ هزيمة يونيو 67 وفشل مشاريع الوحدة العربية التي تم طرحها في تلك الفترة بين بعض الأنظمة الوطنية العربية والخطاب الاشتراكي ايضا توارت مفرداته بانهيار الاتحاد السوفييتي السابق وتفكك المعسكر الاشتراكي وانضمام أكثر دوله إلى الاتحاد الأوروبي لتدور في اطار سياسة النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة ولم يعد يوجد في الساحة العربية الان ذلك الفرز الذي كان سائدا في الماضي بين الأنظمة العربية حيث كان التصنيف في تلك المرحلة بين نوعين من الأنظمة السياسية ..أنظمة وطنية معادية للغرب الاستعماري والكيان الصهيوني والرجعية العربية وانظمة رجعية تربطها علاقات التبعية بكل أشكالها مع النظام الرأسمالي العالمي فكل الأنظمة العربية الان أصبحت سواء في سلة واحدة غير قادرة على مجابهة المخطط الامبريالي الصهيوني التي تقوده واشنطن حيث أن جميعها تقريبا تربطها علاقات التبعية وتعمل على التكيف مع نظام العولمة الامبريالي …ان الوضع السياسي العربي في حاجة إلى تعميم الثقافة الوطنية التحررية في كل قطر عربي وإعادة الاعتبار للفكر الثوري عموما الذي أصاب أصحابه من الأحزاب والنخب السياسية والثقافية العزلة السياسية والتقوقع والضرورة في هذا الوضع تحتاج إلى مراجعه نقديه لمنظمومة الفكر التقدمي المطروح في الساحه العربيه حتى تستطيع هذه القوى استقطاب الجماهير لبرامجها الوطنيه الديموقراطيه امام ماحصل من تضليل لها بسبب بروز تيار التطرف الاسلامي الذي لا ينسجم مع روح العصر حيث قيم التسامح والتعايش بين الشعوب بصرف النظر عن معتقداتها الدينية وكذلك تفعيل العملية الديموقراطية لتداول السلطة السياسية منعا لأسلوب التفرد في الحكم او توريثه للأبناء والذي يؤدي هذا النهج الاستبدادي غير الديموقراطي إلى احداث مزيد من الصراعات الداخلية المدمرة التي من شأنها تفكيك الدولة الوطنية الحديثة التي ظهرت في المنطقة عقب الاستقلال الوطني وهو الشيء الذي يطغى حاليا على صورة المشهد السياسي العربي …ان المقصود بالمراجعه النقديه هذه هو عدم التخلى عن المبادئ النظريه للفكر الثوري بكل أتجاهاته خاصة منه الاتجاه الاشتراكي العلمي حتى لا تتاح الفرصة للثقافة الرجعية بالتمدد اكثر في الأوساط الاجتمباعية الشعبية الكادحة التي هي القوى المؤهلة طبقيا في المجتمع لأن تكون أكثر من غرها قبولا للفكر التقدمي بشكل عام لما تعانيه من ازمات معيشية قاسية لم تستطع دولها وضع حلولا نهائية لها تخرجها من حالة البؤس الاجتماعي إلى الحياة الأفضل وكذلك وهذا هو المهم توخي الموضوعية والعقلانية في اسلوب طرح هذا الفكر التقدمي التحرري العلماني حتى لا يتعارض مع منظومة القيم والخصوصيه القوميه والدينيه للمجتمعات العربيه …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق