شعر وشعراء

روافد الحزن / جواد يونس

مهداة إلى أرواح شهداء السيول من مدرسة كلية فكتوريا (الأردن) ومن حاولوا إنقاذهم (رحمهم الله جميعا وألهم ذويهم الصبر والسلوان).
==
روافد الحزن

بكتِ السَّماءُ اليَومَ مِدرارا
لمّا ارتقى الأطفالُ أطيارا

وروافِدُ الأحزانِ جمَّعَها
دَمعٌ جرى في القلبِ أنهارا

وسماءُ شعري اسّاقطت كِسَفًا
والحزنُ أشعلَ في الحشا نارا

يا ماءُ، كيفَ بلعتَ من حَلُموا
أن يُصبِحوا: نَجمًا وطيّارا

ومعلِّمًا وطبيبَ عائلَةٍ
ومُهندِسًا حذِقًا وبحّارا؟!

كلُّ الخلائقِ منكَ قد جُعِلت
فعلامَ صرتَ اليومَ جزّارا؟!

هل ثمَّ ثأرٌ كانَ عندَهمُ
واليومَ عدتَ لِتطلُبَ الثارا؟!

ما كنتَ حوتًا كي أرى أملًا
أن يرجِعوا ليُزيِّنوا الدارا

لكنَّ تسبيحَ العظيمِ غدا
حصنَ الذي في أمرهِ حارا

لهَفي على أمٍّ بكت ولدًا
خافت عليهِ قبلُ أسفارًا

واليَومَ سافرَ دونما أملٍ
برجوعهِ والبُعدَ ما اختارا

لهَفي على الأبِ قد صحا سحَرًا
يبكي على ابنتهِ التي وارى

ما كان يحسبُ أن يكفِّنَها
بيدَيهِ حتى صارَ ما صارا

====

يا سَيلُ، كيفَ دفنتَ مِن سفَهٍ
في طينكِ المنبوذِ أقمارا؟!

ليسوا بأرقامٍ … سأذكرُهم
بدرًا فبدرًا هاجَ أشعارا

أوأدتَ (سارةَ) … (مَيسَ) مَعْ (نَبَأٍ)
(إكرامَ) … (هِندٍ) … (ريمَ) … (ميلارا)؟!

وقطفتَ (رايةَ) … (ياسمينَ) … ومعْ
(تالا) الرَّقيقةِ كنتَ جبّارا؟!

وغمَرتَ (سَعدًا) … (ماجِدًا) … وعلى
(رَيّانَ) … (عَمرٍو) هِجتَ إعصارا؟!

وطمَرتَ (يوسُفَ) معْ (خَليفةَ) إذ
أهوى (طَلالٌ) قبلُ وانهارا؟!

وسحبتَ (رايةَ)؟! ذي معلِّمةٌ
كم صحَّحت للنَّشءِ أسفارا!

وجرفتَ (هاشِمَ) … (ياسِرًا) … (عَوَضًا)
لمّا أجاروا مِنكَ أزهارا؟!

يأبى النشامى أن يرَوا أحدًا
في الضّيقِ ما كانوا لهُ جارا

فإغاثةُ الملهوفِ طبعُهمُ
ويرَونَ في خذلانهِ عارا

وهُمُ الألى الإقدامُ خُلقُهمُ
لا يرتَضي المِقدامُ إدبارا

ما فرَّ ضِرغامٌ وإن كثُرت
من حولهِ الضَّبعُ التي بارى

=====

لم أعرفِ الأردُنَّ من خَبرٍ
بل في الرُّبى آخَيتُ أخيارا

وعرفتُ أصلَهمُ وفصلَهمُ
فوجدتُهم صِيدًا وأحرارا

ليسوا كغَيرِهمُ الألى عبَسوا
لِمُهاجرٍ لم يلقَ أنصارا!

عمّانُ أختُ القدسِ … تؤأمُها
من حاول التمييزَ قد جارا

من حاولَ التفريقَ بينهما
عندَ الكِرامِ فسعيُهُ بارا

عَينا مَلاكٍ زاد في خلَدي
شرفًا وإجلالًا وَإكبارا

لم تبكِ عينٌ دونَ توأمِها
وقلوبُنا لم تشكُ عُوّارا

الظهران، 26.10.2018 جواد يونس
مزيدة ومنقحة، 28.11.2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق