مقالات

فهل بعد عصر يجئ الضحى / وحيد راغب

ِهذا المقال طويل جدا وقد نشر فىجريدة العرب نيوز , وأخذ رقم فى الدخول كبير جدا , وهو على جروب العالم معرفة والمعرفة وجود ردا على ريبر هيبون الكردى السورى , وأنشره هنا رغبة من الاصدقاء وأشيره لهم وللدكتورة سمية المسلمى المختصة فى العلوم السياسية بجامعةالزقازيق والتى شرفتنا فى قصر ثقافة السنبلاوين بتاريخ 27/11/2018م لالقاء محاضرة شيقة وجديرة بالاهتمام عن دراستها عن الصهيونية وعلاقتها بالعرب وانا مضطر انزله على اجزاء (1)
فهل بعد عصر يجىء الضحى ” داعش صنم الإرهاب الأعظم ”
صوتان قامت عليهما الحياة , صوت الحق , وصوت الباطل , فصوت الباطل كثيرا ما يعلو ويرتفع فى وسط ضبابى وعتمة .. يحسبه الظمآن ماء ولكنه سراب ,يفتن به البعض لظهوره فى حلل مزركشة وسيف .. ويسجد له مبجلا وموقرا وخاضعا , فقد تمكن وتحكم فى أزمنة وأمكنة اختلطت فيها المفاهيم , واشتطت الرؤى والرؤيا .. كأن على الموج وتلاطمه إشارات لهوية البحر , كأن الرعد موسم للمطر , واختفت بواطن الأشياء وعلتها , واختفت كل أسئلة ناضجة لإثراء الحياة وانتعاشها وتقدمها , فقط نزوات ورغبات وهواجس واضطرابات عقلية ونفسية , فاذا النسائم تتحول الى عاصفات , والملائكى يتحول الى شرير .. إذ فى صولة الباطل كل يمتهن سلخ جلده وتغيييره كأفعى , ويتماهى مع الفسق كحبار أو حرباء .. فحياتنا لم يعد بها إلا الجزر .. واختفت من قواميسنا ” ياسارية الجبل الجبل ” .. فغطت فراستنا فى نوم وشخير, ونفشت التعاسة ريشها , كل ينشد حروف الجعة ويرتد فى سكره الى حافة الجهل .. فترهف لحشرجات النفوس العابثة والخانقة واللاهثة وراء غباوة مستحيلة , وآراء يشمئز منها زمن الجاهلية .. جو مشبع بالملوحة .. إرهاب عنيد متكبر جاهل .. فى قمة عدائه للآخر , بل امتد للأنا .. فالأنا متضخمة مأجورة ..
يا ناطح الصخرة الصماء توهنها أشفق على الرأس لا تشفق على الحجر
ومن هنا لابد أن نعرف الإرهاب “شاملا التنطع والغلو والتشدد والعنف والاضطهاد واحباط وصراع وتعصب يشمل التمييز والعرقية والعنصرية ” من منطلق المنظمات العالمية وفى الإسلام :
فى الاسلام :
قال تعالى ” وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وآخرين من دونهم لا تعلمونهم والله يعلمهم …” الأنفال 60
فالمفهوم الاسلامى للإرهاب هو إعداد للقوى ليحدث التوازن .. وإخافة التعدى الغاشم .. وما حدث من إختلال للقوى العالمية نتيجة خلل فى التوازنات عندما سيطرت قوى أمريكا المستبدة على العالم وسقط الغر المنافس الشيوعى .. وكانت المنافسات الإرهابية عندئذ هنا وهناك .
فالرهبة لغة : الخوف المشوب بالإحترام لا الخوف المشوب بالفزع الناجم عن تهديد قوة مادية أو حيوانية أو طبيعية فهذا يسمى رعبا أو ذعرا وليس رهبة فيقال رجل رهبوت :أى له مهابة واحترام .أما الان فتعنى الفوضى والإزعاج للدولة فالإرهابى مخرب عاصى منشق محارب متطرف مشاغب هذا فى العرف الدولى
أمر رسول الله “ص” عمه العباس فى فتح مكة أن يحبس أبا سفيان فى شعب وأن يمرر جنود المسلمين أمامه كتيبة كتيبة , وينسب كل كتيبة الى قبيلتها . فطفق أبو سفيان يسأل عن كل كتيبة فقال : هؤلاء بنى فلان فيقول مالى ولبنى فلان , ولما أدى المفعول السيكولوجى لعملية الاستعراض بالارهاب ,أى الردع دوره فى إقناع أبى سفيان بقوة المسلمين , ركب فرسه ودخل على قومه يقول: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به .. فكان فتح مكة سلما ولم يرق أى دم بالمرة
فالاسلام يرفض العنف مع المرأة والعرف يقيد النص:
قال “ص”: لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها فى أخر اليوم ” رواه البخارى ومسلم
قال ” ص”: فى ضرب الأطفال : علق السوط وذكر بالله ”

منصور عبيد : الإرهاب ليس هو استعمال السلاح ولكن الإرهاب هو السلاح واللسان والقلم وما يجرى من مشتقات ذلك من أمور .. ومن أمثاله : اتغدى بفلان قبل ما يتعشى بيك.إن جاء إليك الطوفان ضع ولدك تحت رجليك .إن أردت ان تنجز فعليك بالويينجز .
قال “ص”: من حمل علينا السلاح فليس منا ” متفق عليه
وليس الإرهاب كما يدعيه الغرب بأنه لافرق بين المعتدى ومن يدافع عن نفسه ووطنه وأهله , حتى جعلوا الفلسطينيين ومنهم حماس المدافعين عن أرضهم المحتلة من العدو الإسرائيلى أنهم إرهابيين ,أما العدو الصهيونى المتمثل فى إسرائيل فهو يدافع عن نفسه ومن حقه فليس إرهاب ,( وقد فضح وليم شكسبير اليهود فى كتاباته خاصة تاجر البندقية اليهودى الذى يصر على أن يقتطع رطلا من اللحم الحى من جسد رجل مدين له وفاء للدين,وهو نفس مالك الأرض الأرثوذكسى الروسى الكولاك المسمى بمصاص الدماء )
عرفت الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب أنه:
كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيا كان بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذا لمشروع إجرامى أو جماعى يهدف الى إلقاء الرعب بين الناس ” وعرفته دائرة المعارف الحديثة : أنه من الوسائل التى يستخدمها الحكم الإستبدادى لإرغام الجماهير على الخضوع والإستسلام ”
ومن وجهة نظر دول عدم الإنحياز :نوع من العنف تقوم به قوى استعمارية عنصرية أو نظام ضد الشعوب المناضلة من أجل الحرية والإستقلال .
فمن أسبابه كما يقول علماء الإجتماع التغير الإجتماعى السلبى الذى صاحبه تغير السلوك الى سلوك فاسد مخالف لأخلاقيات الأديان , وقال علماء النفس سببه الإنتقال السريع للمفاهيم والقيم السلبية والقراءات الخاطئة للعقائد والتعاليم الدينية , والتصورات المريضة المليئة بالأوهام والخرافات .
ألم يمر عليهم حديث النبى “ص”: حينما بال الأعرابى فى المسجد وكاد الصحابة أن يؤذوه فقال لهم دعوه ولا ترزموه أى تحبسوا فيه البول ” دعوه وأهريقوا على بوله سجلا من ماء ” أخرجه احمد والبخارى والنسائى
الشاعر وحيد راغب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق