نشاطات

كل المؤشرات الان تشي بأن هناك عمل ضخم سوف يحدث بقلم د.ذو الفقار سويررجو

كل المؤشرات الان تشي بأن هناك عمل ضخم سوف يحدث و قد يغير الخارطة السياسية للمنطقة و لكن السؤال هنا .ما الذي تغير في عناصر المعادلة حتى نذهب للحرب الطاحنة المنتظرة ؟
ان اول عوامل النجاح في حسم اي معركة .هي اولا .المباغتة و الضربة الاولى الصادمة ..فهل يتوفر هذا العنصر الان و في عهد تكنولوجيا السرعة و الكشف المبكر ؟
هنا الحديث لا يتعلق بترميم قوة الردع بقدر ما هو كسر و حسم و فرض واقع جديد .فهل ظهر هناك عامل جديد لديه القوة و القدرة لاعادة بناء واقع جديد قابل للحياة و تحت السيطرة و بتكلفة منخفضة ؟ 
العنصر الثاني هو الحسم بعد ان فشل الردع و انقلب الانذار على صاحبه .
فهل يستطيع من فقد الردع و الانذار ان ينجح بالحسم ؟ الحسم يعني قوة نيران هائلة .تدمير خطوط الامداد .تقطيع مناطق الهدف بانشاء قواعد ارتكاز عسكرية .اجتياح بري .حرب شوارع تعتمد قوتها على نجاح النقاط السابقة لفرض السيطرة .
فهل فعلا كل ما سبق يمكن تحقيقه على الارض ؟في الوقت التي يقاتل فيه العدو مجموعة من الاشباح و التي تمتلك القدرة على الرد المزلزل كما اظهرت الجولة الاولى التي اعتبرت مجرد تسخين للجبهة .؟
و هل جبهته الداخلية قادرة على الصمود امام هكذا نوع من الجيل الجديد من الحروب ؟خاصة و ان عامل الوقت ليس في صالحه .
ثالثا .هل هناك خطة تجيب على سؤال ماذا بعد ؟ و هل هناك من اشترى غزة و قادر على رعايتها بعد هدير الدبابات الاسرائيلية ؟ 
الطرف الوحيد القادر على ذلك هي الولايات المتحدة .فهل تحركت الاساطيل لتشكل غطاءا لتنفيذ المشروع الذي يتم التلويح له ؟
اذا كان كل ما سبق حقيقي فمن الواضح جدا انه لا ينطبق على غزة .
فأين يكمن الهدف.. اذا كان فعلا هناك هدف قريب يتم التحضير للاجهاز عليه ؟
ايران مثلا . اذا كانت بعض الصواريخ الايرانية المدمرة قلبت المعادلة مع غزة و زادتها تعقيد فما بالكم بردة فعل الايرانيين و حلفاءهم اذا حصل هذا السيناريو الذي تجاوزته المعطيات ؟ و هل ستقبل الدول الاوروبية التي تربطها علاقات اقتصادية ضخمة بهذا العمل الذي لن يخدم سوى ضمان وجود دولة اسرائيل و بعض المشيخات الخليجية بالمعنى الاستراتيجي ..و ما هي الفائدة من اسقاط نظام الامامة في طهران ؟ في الوقت الذي تجني فيه الولايات المتحدة المليارات من المنطقة فقط لمجرد التلويح برفع الحماية عن ملوك السفلس في المنطقة .
و السؤال الاخير الذي يفرض تفسه .
هل من فقد القوة في الكونجرس يستطيع ان يخاطر و يتخذ قرارا بالحرب على دولة وقع الديمقراطيون معها اتفاقية 5+1 .؟
و هل فعلا السيد ترامب رجل حرب ام رجل اعمال ؟ يعرف جيدا كيف تدار العجلة الاقتصادية في الولايات المتحدة و انه من المحظور الدفع و المطلوب هو فقط الاخذ .و دون تكلفة .حتى ينعش ناخبيه من الطبقة الفقيرة في الولايات المتحدة .
و لو وجد وريث يقبل بالشراكة في استنزاف مقدرات المنطقة دون ان ينزل جندي امريكي واحد على الارض لترك المنطقة الان قبل غد .
اذا السيناريو القادم و الذي يتم التلويح به ليس سيناريو عسكري بل سيناريو اقتصادي ضخم تحميه قوة عسكرية ضخمة يكون احد اهدافها احتواء كل النقاط الملتهبة اما بالاشراك او بالحصار الخانق . و هذا السيناريو يمتد من جسر النور بين جيبوتي و اليمن ليصل الى مضيق هرمز في مسقط و منه الى الدوحة و دبي و الرياض و جدة الى تيران و صنافير و سيناء و ينتهي بدولة غزة الموسعة و المؤقتة والتي ستمتد الى الشراكة مع خمس كانتونات في الضفة الغربية و بعض احياء القدس .
انها باختصار معركة صفقة القرن القادمة .
و كل التهديدات التي نستمع اليها الان هي مجرد افساح المجال للصفقة حتى يقبل البعض بما سيطرح على الطاولة قريبا .
ذوالفقار سويرجو .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق