الدين والشريعة
بسم الله الرحمن الرحيم ((ويسألونَكَ عن ذي القرنينِ.قل : سأتلواعليكم مِنه ذكرًا)) صدق الله العظيم / بقلم كامل النورسي
بسم الله الرحمن الرحيم
((ويسألونَكَ عن ذي القرنينِ.قل : سأتلواعليكم مِنه ذكرًا)) صدق الله العظيم
وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة فقال : ((حدثني شيخُ أهل مصرقدم علينا منذ بضعٍ وأربعين سنة ، عن عكرمة ، عن ابن عباسٌ قال : بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود المدينة ، فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا له صفته وأخبِروهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم ما ليس عندنا مِن علم الأنبياء ………… والقصة معروفة عند أكثر الناس.
إن النصَ لا يذكر شيئًا عن شخصية ذي القرنين ولاعن زمانه أو مكانه .
وهذه السمة المطردة في قصص القرآن الكريم .
فالتسجيل التاريخي ليس هو المقصود. إنما المقصود هو العِبرة المستفادة مِن القصة والعِبرةُ تتحقق بدون حاجة إلى تحديد الزمان والمكان في أغلب الأحيان .
والتاريخ المدوَّن يعرف ملكًا إسمه الإسكندر ذو القرنين. ومِن المقطوع به أنه ليس ذا القرنين المذكور في القرآن كما قال بعضُ المفسرين . فالإسكندر الإغريقي كان وثَنِيًّا. وهذا الذي يتحدث عنه القرآن مؤمن بالله موحد معتقد بالبعث والآخرة.
يقولُ ابو الريحان البيروني المنجم في كتاب :((الآثار الباقية عن القرون الخالية))
إن ذا القرنين المذكور في القرآن كان مِن حِمْيَر مُستدلاً باسمه. فملوك حِمْيَر كانوا يلقبون ((بذي)) كذي نواس وذي يزن .
وكان إسمه (( أبـوبـكـربــن إفْــريـقِــشْ)) وأنه رحل بجيوشه إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ، فمرَّ بتونس ومراكش وغيرهما ، وبني مدينة إفريقية فسميت القارة بإسمه. وسُمِّيَ ذا القرنين لأنه بلغَ قرني الشمس .
والله أعلم وأجل …..