شعر وشعراء

{{للأيْقونةِ :عهدْ باسم التميمي}} شعر:عاطف ابوبكر/أبوفرح

ما خابَ مَنْ سَمَّاكِ عَهْدْ

فِيِكِ ارْتَأَى الإصْرارَ لَمَّا كُنْتِ شَرْنَقَةً بِمَهْدْ

فَوَفَيْتِ للأوطانِ عَهْداً ثُمَّ وَعْداً بعدَ وَعْدْ

لم تَخْشَ في المَيْدانِ أسلحةً وَجُنْدْ

وكذاكَ سِجْناً ثُمَّ قَيْدْ

منذُ الطفولةِ كانتِ الشقراءُ للأعداءِ نِدّْ

في كُلِّ مَعْمَعَةٍ بِبَلْدَتها ،لِجُنْدهمُ تَصُدّْ

كانَتْ على الأعداءِ صاعَيْنِ على صاعٍ
لهُمْ دوْماً تَرُدّْ

كانتْ حِياضَ الحَسْمِ باسمَةً وَواثِقَةً تَرِدّْ

فَتَرَى الصَبِيَّةَ بالحماسةِ مِثْلَ نارٍ تَتَّقِدْ

رغمَ المَخاطِرِ لحْظَةً،ما شُفْتها،متْراً عَنِ
الخطرِ المُحَقَّقِ تَبْتَعِدْ

كانتْ تُحَمِّسُ جِيلها،وإلى الوغى تغْدو
سرَيعاً كالأسدْ

كانتْ إذا نزَلَتْ إلى سَاحِ الوغى
بِاللّهِ تُقْسِمُ بالصَمَدْ

بالربِّ مَنْ رفَعَ السماءَ بِلا عَمَدْ

ببلادنا مِنْ غزَّةٍ حَتَّى الجليلَ إلى صفَدْ

وَبِكُلِّ مَنْ خاضَ المعارِكَ في بلادي أو شَهِدْ

وبكلِّ أسْرانا وَجَرحانا ،وَبكلِّ مَنْ ساقاً وَعَيْناً
في معاركهِ فقَدْ

أنْ لا تُهادنَ أو تَكِلَّ وَأنْ تُقاتِلَ للأبَدّْ

ما دامَ شِبْرٌ مِنْ تُرابٍ في بلادي لم يَعُدْ

كانتْ تُمَثِّلُ جِيلَ إصْرارٍ جَديدٍ قد وُلِدْ

في الرَحْمِ كانَ لِحَرْبِ أعداءِ الطفولةِ يَسْتَعِدّْ

عَجِزَ الكبارُ ،فَباشَرَ الجيلُ الجديدُ،ذُكورَهُ وَإناثهُ
لِقتالهِ،فَرَأيْتُ أجنادَاً وجيشاً يَرْتَعدْ

كمْ مِنْ فتاةٍ أو فتى،بذلَ النَفيسَ كَرُوحِهْ
وإلى جِنانِ الخُلْدِ مُغْتَبِطاً صعَدْ

وعلى منابِرَ مِنْ ضياءٍ ، لم تُرى مِنْ قَبْلُ
في الدنيا اسْتَنَدْ

وهناكَ مِمَّا قد رأى ،للهِ شُكْراً قد سَجَدْ

حرْبٌ بدونِ هَوادَةٍ وسُقوفها ليْستْ تُحَدّْ

وَرَأيْتها لَمَّا المُجَنَّدَ زَقَّها،لَطَمَتْهُ كَفَّاً تِلْوَ كَفٍِّ
فَوْقَ وَجْهٍ ثُمَّ خَدّْ

اللهُ أكْبرُ مِنْ فتاةٍ ، لم تَهَبْ أرْتالهُ ،أو أيَّ
حَشْدٍ قد حَشَدْ

سَمُّوا بإسْمِ اللَّهِ إِنْ ذُكِرَ اسْمها،اللهُ أكبرُ لا حَسَدْ

كم مِنْ فتاةٍ مثلها فَدَتِ البلَدْ؟

مَنْ مِثْلهُنَّ شجاعةً،بينَ الإناثِ بِعَصْرِنا،
وَأقولُ صِدْقاً باعْتِزازٍ ،لا أحَدْ

فَابْحَثْ بشَرْقٍ أو بغَرْبٍ لن تَجِدْ

لمَّا الجيوشُ لقدسِنا وَنِدائها لم تستَجِبْ ،
مِنْهُنَّ قد جَاءَ المَدَدّْ

في القدسِ صارَ النعْلُ في أَيْدِي النساءِ
الذائداتِ عن الكرامةِ والديارِ،أهَمَّ مِنْ
أجنادِ عُرْبٍ مِثْلَ رمْلٍ لا تُعَدّْ

لكنَّ أجنادَ العروبةِ لا تُفيدُ وللمعاركِ لم تفِدْ

جيْشٌ بِعَدِّ الرَمْلِ ،إِنْ نادى المنادي للقتالِ
أدارَ ظَهْراً أو قَعَدْ

لا لن يُقاتِلهمْ وَلَوْ، باضَ الغرابُ على َوتَدّْ

قَدَرٌ لنا أَهْلَ الرباطِ ،ولو نُقاتلُ وَحْدَنا،أنْ نسْتمرَّ
فَدَقِّقوا،كمْ غَزْوَةًٍ شعبي عَنِ الأقصى
مدى الأيَّامِ صَدّْ

فيها النساءُ الماجِداتُ عَمِلْنَ بالأجْساد سَدّْ

تاريخُنا فخْرٌ وَغارٌ ثُمَّ مَجْدْ

رغمَ المرارةِ والضحايا والكَمَدْ

شرَفٌ لنا ،أنَّا انْتَسبْنا مِثْلَ عهْدٍ للبلدْ

لِشعبها،ذاكَ الذي مُنْذُ الخليقةِ في
التحَدِّي والمعاركِ قد صمَدْ

لا يأْسَ في صُفوفِنا،مِنْ قوَّةِ العدوّْ ،
فالحرْبُ جَزْرٌ تارةً مِنْ ثْمّْ مَدّْ

فَامْضوا إلى سَاحِ الوغى فَدَحْرُهمْ
بحَرْبهمْ مُحَتَّمٌ،وَلَيْسَ مِنْهُ بُدّْ

فَلا مَناصَ ِمنْ قتالِهِمْ ،فذلكَ الطريقُ
وَحْدهُ لِطَرْدِهمْ مِنَ البلَدْ

وَمَا عَداهُ مِنْ ردروبٍ كلُّها سرَابْ
وَنَصْرُنا أبْوابهُ تَسُدّْ

فَخابَ مَنْ لِتِلْكُمُ الدروبْ،ما زالَ
يَطْمَئِنُّ أَوْ يُشيرُ ،بَعْدْ
——————————————-
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٢٠١٧/١٢/٢٨م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق