شعر وشعراء
صبرًا عروبَةُ / من اجلك يا قدس / شعر فاطمة اغبارية ابوواصل
صبرًا عروبَةُ إن ألَمَّ مُصابُ = فالصّابِرونَ على الأذى أحبابُ
صبرَ الكريمِ على قضاءٍ نازل = صبرًا فرَبُّكِ شاكِرٌ وهابُ
فاللهُ لولا فَضلُهُ وعطاءُهُ = أنتُم وما قد تَملِكونَ سَرابُ
ولتَذكُري… والذِّكرُ ينفَعُ أهلَهُ = مجداً وارثاً ضَيَعَ الأصحابُ
بتنا تُؤَرِّقُنا الهُمومُ مُقيمَةٌ = والصَبرُ يُعيي إذ يطولُ مُصابُ
والحزنُ في الأعماقِ يَنكَاُ جُرحَها = والنّفسُ كَلمى والخُطوبُ حِرابُ
يا أمَّةً صَمّاءَ هل مِن مُخبِرٍ = أينَ الإبا؟ إنَّ الأبيَّ يُهابُ
ولَكَم عَهِدتُكِ يا عُروبَةُ قوةً = تعنو لزحفِكِ في العلا أسبابُ
واليومَ تفتِنُكِ الدّنا بِسَرابها = هذي حدودُكِ للسدى أعتابُ
دُوَلٌ يُديرُ شؤونَها أعداؤُها = وعَنِ الحَضارةِ غيِّبوا، بل غابوا
ألِفوا تغنّيهم بماضٍ ضّيَّعوا = ونَأَوا عن الجُلّى فهم أغرابُ
راياتُهُم ذلٌّ ونَهجُمُ الهوى = ورَصيدُهم في غَيِّهم أنسابُ
ويحَ العروبَةِ أينَ منكِ كرامَةً = والحالُ فيكِ جهالَةٌ وعَذابُ
يَطوي بنوكِ مُطارَدٌ ومُشَرَّدٌ = في الغربِ توصَدُ دونَهُ الأبوابُ
للَّيلِ يسكُبُ بالأنينِ جِراحَهُ = أينَ المروءَةُ، هانَتِ الأعرابُ
ما ضرّهم لو أنَّهم عادوا إلى = نهجٍ بهِ كلَّ الشُّموخِ أصابوا
نهجٍ مَجيدٍ بورِكَت أنداؤُهُ = بأسٌ سَدادٌ حكمَةٌ وصَوابُ
لَو أنَّ في القدسِ الحبيبَةِ موجَعٌ = لأتاهُ من أرضِ الحِجازِ جَوابُ
…………….. البحر الكامِل ………………
فاطمة اغبارية ابو واصل