نشاطات
غَثٌّ وَسَمِينٌ ***** بقلم الأديبة والشاعرة ******* د. ربيحة الرفاعي
غَثٌّ وَسَمِينٌ
شَطَحَاتُهُ نَحْوَ السَّمَاءِ يَقِينَهُ = فَقْدَ الأَمَانِ وَيُعْلِيَنَّ يَقِينَهُ
مُلْقًى عَلَى كَتِفِ الزَّمَانِ مُلَوَّعًا = أَشْطَانُ شَيْطَانٍ تَرُصُّ شُجُونَهُ
يَرْنُو لِنُورٍ فِي المَدَى مُتَرَاقِصٍ = وَالشِّعرُ يَنْزِفُ بِالحُرُوفِ حَنِينَهُ
مَا أَسْدَلَ الليْلُ الجُفُونَ يَلُفُّهُ = بِالعَتْمِ إِلا وَاسْتَبَاحَ سُكُونَهُ
يُلْقِيهِ فِي أَتُّونِ شَوْقٍ جَائِرٍ = وَيُبِيحُهُ لِأَعِنَّةٍ يُرْدِينَهُ
تَرْنِيمَةُ المَوْتِ النَّبِيلِ تُكِدُّهُ = وَكَرَامَةُ المَوتَى تَحُضٌّ جُنُونَهُ
فَيُجَرِّفُ التَّارِيخَ بحثًا يَرْتَجي = قَصْرًا بِوَهْمٍ لَمْ يَعِشْ مَضْمُونَهُ
أَضْنْاهُ تَشْرِيدٌ وَحُرْقَةُ غُرْبَةٍ = خَرْقَاءَ تَقْطَعُ بِالفُتُونِ وَتِينَهُ
وَتَلُوحُ فِي الأُفقِ المُضَرّجِ بالجَوَى = سُفُنُ القَصِيدِ أسًى تُقِلُّ أَنينَهُ
بِنَوَائِبِ الإِجْحَافِ تُنكِرُ خَيْرَهُ = وَمَعَاوِلِ الحَمْقَى تَدُكُّ سَفِينَهُ
يَأْتِي الرِّفَاقَ وَقَدْ تَبَسَّمَ رَاضِيًا = بِالوِدِّ يَجْمَعُ غَثَّهُمْ وَسَمِينَهُ
وَيَضُمُّ غِيلَتَهُم لِصَدْرٍ نَازِفٍ = وَيُنِيلُهُمْ جُودًا نَدَاهُ وَلِينَهُ
فَيُنَقِّبُونَ وَيَرْتَعُونَ بِحَقْلِهِ = وَيُقَارِعُونَ الحَقَّ يَسْتَعْدُونَهُ
وَيُصَارِعُونَ وَيَدَّعُونَ تَكَلُّفا = ويُمَزِّقُون أَصِيلَهُ وَمَتِينَهُ
مَنْ للِإِبَاءِ إِذا انْحَنَى مُتَرَفِّعٌ = فِي صَوْلَةٍ لِيَصُدَّ مَنْ يُؤذُونَهُ
مَا لِلشُّؤُونِ تَدَاخَلَتْ أَقْدَارُهَا = لِلصَّبِّ شَأْنٌ وَيْكَ لَوْ يَدْرُونَهُ
وَطَنٌ هُنَاكَ بِأَسْرِهِ فِي ذِلَّةٍ = يَلِجُ الظَّلامُ مُبَاحَهُ وَحَصِينَهُ
فَالليْلُ دَاجٍ وَالجَحِيمُ تَفَجَّرَتْ = بِسَمَائِهِ وَالمَوْتُ بَاتَ خَدِينَهُ
وَالأَرْضُ أَدْمَاهَا الجُنُونُ فَلَوَّنَتْ = بِزُلَالِ مَا نَزَفَ الإِبَاءُ ظُنُونَهُ
وَالأخْوَةُ الأَعْدَاءُ فِي تَرَفٍ عَلَى = إِيقَاعِ طَبْلِ مُجُونِهِمْ يَأْتُونَهُ
مُتُفُجِّعِينَ وَسَافِحِينَ دُمُوعَهُمْ = تِمْسَاحُ غَدْرِ الأَهْلِ يَعْرِفُ طِينَهُ
جُودٌ؟ وَهَلْ لِدَمِ الشَّهِيدِ مُعَادِلٌ؟ = عَرَفُوا النّدَاءَ وَمَا دَرَوْا مَكْنُونَهُ
بَلْ مَا دَرَى الأَغْرَارُ فِي إِسْرَافِهِم = أَنَّ الطَّرِيدَ غَدًا يُشِيدُ عَرِينَهُ
وَيَجُولُ فِي المَيْدَانِ يُعْلِنُ مَجْدَهُ = وَيَفُكُّ مِن أَسْرِ الشَّقَاءِ رَهِينَهُ
وَيَرُدُّ لِلبَاغِي الدُّيُونَ وَمَا رَبَا = مِنْهَا وَيُرْغِمُ فِي التُّرَابِ جَبِينَهُ
مَنْ قَالَ يُمْتَهَنُ الأَكَارِمُ بِالضَّنَى = سَيرَى قَضَاءَ الدَّيْنِ إِذْ يَقْضُونَهُ
وَتَعُودُ أَسْرَابُ الحَمَامِ عَزِيزَةً = لِثَرًى تحَشَّدَتِ المَنَايَا دُونَهُ
إِنَّ البَعُوضَ وَإِنْ تَعَاظَمَ شَرُّهُ = ذَرٌّ حَقِيرُ القَدْرِ يا مَغْبُونَهُ