قصيدتي عرّابة الطّوف بلدي التي قرأتها بأمسية بهيّة كأنتم:
عرابةَ البطوفِ يا نبضًا بجود إفتدى
لصعودِ جيلٍ ناهضٍ بعزيمةٍ قاد المدى
تاريخها هو قصةٌ فيه العجائبُ كلُّها
نصرٌ وفخرٌ ماكثٌ برضابِها رطبُ النّدى
ولظاهرٍ دورٌ بتاريخٍ تخطّى واثقًا
رغم السّنين تقلّبًا بنفوسِنا تَركَ الصّدى
يا درةً من نخوةٍ إنّي أراهم أهلَها
في الضّيق حضنٌ نابضٌ بشمائلٍ تُنسي الرَّدى
بيتٌ لجدّي من حجارةِ عتقِ مجدٍ عمرُها
وعدي لكم يا عشرَتي لا لن يضيعَ وفي سُدى
برقوقةٌ بمقلّسٍ نَثَرتْ زوايا عطرِها
طارَ الكناري صوبَها بصبابةٍ شوقًا شَدا
في الصيف يزهو بالمحاسن سهلُها بطّوفُها
فتراهُ يغزلُ قصّةً من وقع حبٍّ كم بدا
عجبًا لقندولٍ علا بمقلّس متسلّحٍ
وكأنّها الأشواك سهمٌ جارحٌ ليدِ العِدى
القلبُ يهوى في الروابي زهرَها واريجَها
وبأهلِها إنّي عَشقت قميصَ علمٍ يُرتدى
إن جئتُ أحصي أي بِربّي حسنَها وصنيعَها
ما كنتُ آتي عشرَ وصفٍ لو قصدتُ مجاهِدا
في سهل البطّوف
