مقالات
ماذا بعد ؟؟الكاتبة : تمارا حداد .
ما بعد التفاهمات بين وفد حماس والدحلان . الكاتبة : تمارا حداد .
بعد الحصار الذي دام أكثر من عشر سنوات على قطاع غزة ، وازدياد الأوضاع الإنسانية الصعبة والتي تجاوزت الخطوط الحمراء من فقر وبطالة ويأس وملل وإحباط الذي طال كل فرد في القطاع وازدادت تلك الأوضاع بعد الأزمة القطرية وبالتالي طالت حماس كون الراعي الأساسي لحركة حماس هو قطر ، أصبحت حركة حماس تعيش حالة لإعادة التوازن في علاقاتها ولإنقاذها وإنقاذ الشارع الغزي ، لم يعد أمامها سوى أن تتفاهم مع ” محمد دحلان ” لإعادة الحياة إلى القطاع ولدعم الاحتياجات الإنسانية والأمنية .
التفاهمات التي جرت بين وفد حماس بقيادة ” يحي السنوار ” ووفد فتح بقيادة ” محمد دحلان ” في القاهرة حملت المعاني الإنسانية والأمنية ، ومن ضمن هذه التفاهمات إدخال السولار إلى القطاع وفتح معبر رفح للمواطنين وبشكل مستمر ، وانجاز المصالحة المجتمعية بين أواسط المجتمع الفلسطيني ، وإنهاء سياسة التفرد والسيطرة الأحادية من قبل حماس على قطاع غزة ، والاتفاق بين حماس ودحلان على اللجنة الإدارية التي ستتولى شؤون القطاع . أما الناحية الأمنية فالمستفيد من هذه التفاهمات هو مصر ، كون العلاقة بين مصر وحماس ترتبط بواقع امني يتمثل في مساهمة حركة حماس بضبط الأوضاع في سيناء ، فبعد التجارب اتضح أن حماس لها القدرة على ضبط الجماعات الإرهابية
في سيناء وبالتالي تقليل العمليات الإرهابية .
ما يهم مصر هو مصلحتها في الحفاظ على الأمن القومي المصري وما يواجهه من إرهاب في سيناء لذا وجدت مصر أن إيجاد صيغ تفاهم مع حماس على هذا الملف هو النقطة التي ستبدأ العمل بها ، هذه النقطة التي ستحدث انفراجات على قطاع غزة ، كتسهيل حركة المواطنين والمسافرين ، فك الحصار وتزويد القطاع بالكهرباء . حماس سترضى بذلك لتخفيف الضغط عليها وضغط الشارع الغزي ، وجدت الحل لها أن تلجا لدولة ترعى مصالحها بعد أزمة قطر وهي الإمارات ، بالرغم من وجهة نظري أن التجارب أثبتت أن التعويل على الآخرين سيؤدي إلى الفشل ، فالأولى للأحزاب الفلسطينية وحركاتها أن تلجأ إلى الوحدة الوطنية والشراكة الفلسطينية الحقيقية ، من يؤسس بيتا قويا وصلبا من الداخل سيكون قادرا على مواجهة الزلازل والعواصف العاتية .
ولكن السؤال المهم هل ستنجح هذه التفاهمات بين حماس ودحلان ؟ هل ستكون الإمارات البديل لحل الأزمات ؟ هل ستحدث انفراجات حقيقية على قطاع غزة ؟ هل اقترب تحقيق صفقة القرن لترامب وتحقيق سلام اقتصادي على حساب الفلسطينيين ؟ الأيام القادمة ستجيب على تلك الأسئلة ، ولكن نأمل أن المواطن هو المستفيد هذه المرة ولا نريده خاسرا ، فالشعب تعب ومل بما يكفي !!