الدين والشريعة

الا الصوم / حمدان مصلح

الا الصوم
تتفاوت درجات الاعمال عند الله تفاوتا كبيرا
فكل عمل صالح يضاعف الله ثوابه لعبده الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف.
قال الله تعالى:- الا الصوم فانه لي وانا اجزي به .
بمعنى ان درجات الصيام ليس لها حد معين ،
والسر في الموضوع ان الصيام عبا دة خفية لا يطلع عليها الا علام الغيوب .
يستطيع اي انسان ان يدعي الصيام فليس من دليل ينفي هذا الادعاء وفي لحظة خلوة ياخذ حاجته من الطعام والشراب ولا احد يراه من الناس ،ولكن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء.
فالصيام سر بين العبد وربه اساسه الاخلاص والخضوع لله تعالى لابتغاء مرضاته .
تتجلى معاني الصيام في مدى وجود هذه الرقابة الذاتية واستشعار اطلاع الله على عبده ، وهذا تحقيق لمبدا الايمان حين يعلم العبد ان له ربا يعبده ويطيعه ويمتنع عن رغباته وشهواته ابتغاء مرضاته .بل ويزيد معنى الايمان حينما يصون الصائم نفسه عن ارتكاب جميع انواع المحرمات فيصون لسانه عن الغيبة والنميمة والكفر وكل كلام لا يرضي ربه ومولاه.
ويصون بصره عن النظر الى ما حرم الله .
ويصون سمعه وبطنه وفرجه عن الحرام وهنا تتحقق التقوى التي هي بيت القصيد،
وهي الهدف الجليل النبيل من موضوع الصيام
(لعلكم تتقون )
ثم تاتي درجة اعلى للصائمين وهم الذين اشغلوا اوقاتهم بذكر الله فصارت عبادتهم نورا على نور .فالصائم الذاكر لربه مقامه اجل واعلى من مجرد الصائم الذي التزم بمجرد الامتناع عن المفطرات.
وهناك درجة اعلى فهو صائم ملتزم بصيامه مبتعد عن المفطرات وهو ذاكر لله ومع ذلك ساع الى العمل الصالح وافطار الصائم واطعام الجائع والتخفيف عن عباد الله وجلب النفع اليهم فهنيئا لهؤلاء فمقامهم عظيم لا يعلمه الا الله.اللم تقبل منا ومنكم الصيام والقيام وارفعنا عندك في اعلى مقام وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين اطيب تحية وسلام .

مقالات ذات صلة

إغلاق