أخبار عالميه
قادة العالم “الحقيقيون” يبدأون اجتماعهم السري أمس وينظرون في أداء ترامب وإدارته
قادة العالم “الحقيقيون” يبدأون اجتماعهم السري أمس وينظرون في أداء ترامب وإدارته
انطلقت فعاليات القمة السرية أو ما يعرف بمؤتمر بلدربيرغ، الخميس 1 يونيو/حزيران 2017، في العاصمة الأميركية واشنطن، على بُعد مسافة قصيرة من مكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يواجه عاصفة جديدة في هذا اللقاء، حيث سيحصل الرئيس المثير للجدل على تقييم لأدائه من الأفراد الذين تشكل آراؤهم أهمية بالفعل.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، فإن مؤتمر هذا العام يقام على نحو يبعث على التشاؤم، فقد كُتِبَ في أعلى جدول أعماله هذه الكلمات: “إدارة ترامب: تقرير تطورات العمل”.
وعلقت الصحيفة البريطانية على عنوان المؤتمر بتساؤلات: هل سيُعاقَب الرئيس ويُحتجز بسبب كتابته تغريداتٍ على تويتر في الفصل؟ وهل سيرسب ويُطلَب منه إعادة السنة الدراسية؟ وهل سيُطلب منه إفراغ محتويات خزانته والمغادرة؟ إذا كان هناك مكانٌ ما يمكن أن يسمع فيه الرئيس كلمات “أنت مفصول”، فهو مجموعة بلدربيرغ.
واستعداداً لذلك، قام البيت الأبيض بإرسال بعض أهم رموز فريق ترامب للدفاع عن رئيسهم: مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، ووزير التجارة ويلبر روس، والخبير الاستراتيجي الجديد في إدارة ترامب كريس ليديل. ولكن هل سيحضر الرئيس بنفسه للحصول على شهادة درجاته وتقييمه المدرسي؟ وفقاً لما ذكرته الصحيفة البريطانية.
جدول أعمال الاجتماع
يتسم المؤتمر بالعزلة والحراسة المشددة التي تحيط بفندق ماريوت الفاخر بالقرب من المكتب البيضاوي، وتستمر فعالياته 3 أيام، ويضم النخب الاقتصادية والسياسية في العالم.
وانهمك جيشٌ من عمال البستنة في زراعة أشجار التنوب حول الفندق لحماية المليارديرات ومديري البنوك الخجولين من عدسات الكاميرات المُتطفّلة.
ووفقاً لما نشرته صحيفة ديلي صباح التركية، فإن اللقاء هذا العام سيتيح للعديد من المؤيدين لدونالد ترامب، من بينهم وزير التجارة الأميركي ويلبور روس ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، التباحث مع معارضي الرئيس الأميركي، وفي مقدمتهم إريك شميت رئيس شركة “ألفابيت” المظلة التي تضم كل أنشطة العملاق جوجل.
وستكون الانتقادات التي وجهها ترامب مسبقاً إلى قادة حلف الناتو في بروكسل مادةً مطروحة بالتأكيد للنقاش في مؤتمر بلدربيرغ، والذي يحمل اسم فندقٍ في هولندا حيث عُقد أول مؤتمر في عام 1954، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
واستدعى أعضاء مؤتمر بلدربيرغ رئيس حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ؛ للتعليق على الأمر.
وسيرأس ستولتنبرغ الجلسة النقاشية التي تحمل عنواناً آخاذاً: “تحالف الدفاع عبر الأطلسي: الرصاص، والمعلومات الرقمية، والدولارات”. ويرافق ستولتنبرغ وزير الدفاع الهولندي وحفنةٌ من السياسيين الأوروبيين رفيعي المستوى وقادة الأحزاب؛ إذ يأملون جميعاً عودة العلاقات المتأزمة بين ضفتي الأطلسي إلى طبيعتها بعد زيارة ترامب الأخيرة المضطربة.
قائمة المدعوين لهذا العام تضم رموزاً هامة في القضايا الجيوسياسية، بدءاً من مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ووصولاً إلى ملك هولندا، لكن أهم اسم في القائمة هو بالطبع السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوى تيانكاي.
تقول الصحيفة البريطانية إنه ووفقاً لجدول أعمال الاجتماع، سيُناقَش الشأن الصيني في قمةٍ يحضرها السفير الصيني، ووزير التجارة الأميركي، ومستشار الأمن القومي، وعضوان في مجلس الشيوخ، ومحافظ ولاية فيرجينيا، ورئيسان سابقان لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، وعدد من كبار المستثمرين الأميركيين، من بينهم رؤساء شركات الخدمات المالية كمجموعة كارلايل، ورئيس شركة جوجل.
وحول نتائج المؤتمر أو ما قد يرشح عنه، فإنه لا يستطيع أحد شقَّ طريقه إلى اجتماعات بيلدربيرغ إلا بعد موافقة لجنة التسيير، التي تقرر من هم المدعوون، وهذه شروط اللجنة، بحسب ما يقوله الصحفي دانيل ستولين صاحب كتاب “القصة الحقيقية لمجموعة بيلدربيرغ”، من إصدارات 2007.
وبحسب ستولين الذي لا يمكن التأكد من مزاعمه، فإنه يجب على المدعوين أن يأتوا وحدهم، لا زوجات أو صديقات أو أصدقاء، ولا يمكن للمساعدين والحراس الشخصيين، أو CIA، أن تحضر المؤتمر، كما أن الضيوف لا يمكنهم الإدلاء بتصريحات أو إجراء حوارات مع الصحافة، أو الكشف عن أي شيء مما يجرس في الاجتماعات.
وتقوم الحكومات المضيفة بمنع دخول الغرباء وتوفير الأمن العام للحاضرين الذين يكون ثلثهم من الشخصيات السياسية، والباقي من قطاعات الصناعة والمال والأكاديمية والعمل والاتصالات.
ما هو مؤتمر”بيلدربيرغ”؟
لا يمكن اعتبارها حكومة أو مجلساً أو حتى منظمة سياسية، حيث لا يوجد هيكل تنظيمي إداري لها، لهذا أُطلق عليها “المجموعة” أو “النادي”. ويضم هذا النادي زعماء سياسيين ورأسماليين دوليين يجتمعون بعيداً عن الأعين في ربيع كل عام لوضع السياسات العالمية، بحسب ما يذهب إليه أصحاب “نظرية المؤامرة”.
وتذهب المزاعم إلى أن عدد المشاركين في المؤتمر يبلغ ما بين 120-150، منهم نواة صلبة حاضرة باستمرار سنوياً، من رأسماليين وأثرياء ومديري المصارف ورؤساء الشركات الدولية ومسؤولين رفيعي المستوى من أوروبا وأميركا الشمالية.