سُـبـحانَ مَنْ أسْـرى يأشرف خلقه … مِـنْ مـكَّـةَ الغــرَّاءِ في الأسحـارِِ
للمسجـدِ الأقصى المـبـارك حـوله … لِـيَــرى مِنَ الآيــاتِ والأســـرارِِ
فالأمر بالإسراءِ جــاء على هـدىً … حِـيْنَ اسْـتـبَـدّ الحــزنُ بالمُخـتـارِ
فالـصَّــدُّ والـتـكـذيبُ أدمى قـلـبَــهُ … مِـنْ شـــدَّةِ الإيــــذاءِ والأخطــارِ
مِنْ أهــلِ مكَّــةَ مع جحود الطائفِ … أغــروْا بِهِ الغِـلـمانُ باسْـتـهـتـارِ
حََــزِنَ الـنـبـيُّ لـحـالـــهِ وهــوانِـهِ … فَـدعـا الإلـهَ بـدمـعِــهِ الـمِــدْرارِ
وإذا الإلــهُ يُـجـيـــبُ في عـلـيـائـهِ … أنت الحـبيـب وصـفـوةُ الأخـيارِِ
(ندعوكَ يا خــيرَ الأنــامِ بدعــوةٍ) … فـيـها السـرورُ وعِـزُّةُ الأطـهـارِِ
فالكون يـغـفـــو في سُـباتٍ حـالــمٍ … والـقـدسُ تـرفـلُ في ندى الأنوارِِ
وترى الـنـجومَ تـهـلّـلتْ وتوضأتْ … مِن نــورِ أحـمــدَ سـيِّـدِ الأبــرارِِ
للـقـدسِ قـد وصلتْ مواكبُ رحمةٍ … بعِـــنايـةِ الـمولى القـديرِ الباري
صـلّى بـكلِّ الأنـبـيــاءِ جـمـيـعِـهـمْ … بـإمـامـــةٍ في هَـــــدْأَةٍ ووقــــارِِ
فَـتَـرى الملائكةَ الكـرامَ بِـغـبـطَـةٍ … مِنْ مشْـهَـــدٍ الإجــلالِ والإكـبـارِ
مِنْ بـعـدِها عَـرَجَ النبيُّ ولم تَـزَلْ … تُـسـتـفـتـــحُ ألأبــوابُ بالأذكـــارِِ
فَــرأى مَـقـامَ الأنـبـيــاءِ حـقـيـقــةً … ما زاغـتِ الأبـصــارُ بالإبـْصارِ
ورأى الـجـنانَ بحسـنِـها ونعـيمِها … قـد فـاقَ كلَّ الوصْــفِ والأفـكـارِ
ظِـــلٌّ ظـلـيــــلٌ وارفٌ مُـتَـجَـــدِّدٌ … قَـدْ حُــفَّ بالـخـيراتِ والأثـمــارِ
لَـبَـنٌ مُـصَـفّى والـخُـمــورُ لـذيـذةٌ … مِـنْ غـيرِغَــوْلٍ أوشـعــورِ دِوارِ
أمّــا الـنَّعـيـمُ فَـمِـنحـةٌ قَد أعجزتْ … نـَثْــرُ الأديــبِ ورقــةُ الأشــعـارِ
بالـحــقِّ جاءا سِــدْرةً في المنتهى … جبريلُ لا يقوى على الـتَّـسْــيــارِ
فـيـقـــولُ جـبريل الأمـينُ لِـخِـلِّـهِ … أخـشـى الـفـنــاءَ وشـدَّةَ الأضْـرارِ
فَـلِـكُلِّ مخـلـــوقٍ مَـجـالٌ واضـحٌ … فـيـهِ اتِّــزانُ الـكـــونِ بـالـِمـقـْـدارِ
فـادْخلْ لِوَحـــدِكَ يا محمَّدُ وارتَقِ … حتى تـفـــوزَ بِـرفـقــــةِ الـغـفّـــارِ
نــالََ الـنـبيُّ مِـن الإلــهِ مـكـانــةً … فَـرِحَـتْ بها الأطـيـارُ في الأوكـارِ
وتَـفـَضّـلَ المـولى بـخــير هَـدِيَّـةٍ … فَضْـلُ الصــلاةِ لأُمَّــةِ الـمُـخـتــارِ
