نشاطات

قصه وعبره

…ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻘﻔص
ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺗﺎﺟﺮﺍً ﻗﺎﻡ ﺑﺤﺒﺲ ﻃﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ . ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻣﺎ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺐ ﻟﻪ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ . ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺭﻩ، ﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺭﻓﺾ . ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ، ﻭﻳﻌﻠﻦ ﺧﺒﺮ ﺃﺳﺮﻩ ﻟﻠﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻫﻨﺎﻙ .
ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ، ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﻓﻤﻪ ﻣﻌﻠﻨﺎً ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﻊ ﻃﺎﺋﺮ ﺁﺧﺮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻜﻪ، ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻐﺸﻴﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﺍﻙ .
ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﻃﺎﺋﺮﻩ، ﻭﺃﻥ ﻣﻮﺗﻪ ﺟﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﺰﻧﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻤﻮﻃﻨﻪ، ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻪ ﺃﺧﺒﺎﺭﺍً ﺳﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ .
” ﻻ ” ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ، ” ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺣﻤﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﺧﺒﺎﺭﺍً ﺳﻴﺌﺔ . ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪٌ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻚ ﻭﺳﻘﻂ ﻣﻴﺘﺎً ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻲّ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﻣﺮ ﺃﺳﺮﻙ ﺃﻣﺎﻣﻪ “.
ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻭﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﻘﻔﺺ .
” ﺇﻥ ﻧﺒﺄ ﻭﻓﺎﺓ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﺗﺴﺒّﺐ ﻓﻲ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺃﻳﻀﺎً ” ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ . ﻭﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ، ﺣﻤﻞ ﻃﺎﺋﺮﻩ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﺩﺑﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻭﻃﺎﺭ ﻷﻗﺮﺏ ﺷﺠﺮﺓ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ : ” ﺍﻵﻥ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺳﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ . ﻟﻘﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﻟﻲ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﺮﻧﻲ، ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮّﻑ ﺑﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺮﺭ ﻧﻔﺴﻲ “. ﺛﻢ ﻃﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍً، ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍً .
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
: ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺭﻣﺰ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻘﻔﺺ ﺍﻟﻠﺬﻱ ﻳﺄﺳﺮﻩ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺎﻛﻠﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻝ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺍﻥ ﻧﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺳﻴﺘﺤﻘﻖ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺒﻴﺮﺓ
سيستجيب لك، سَيُعطيك، سَيُكرمك، سَيُفرّحك، لأنه الله

مقالات ذات صلة

إغلاق