مقالات

القصة لها اسلوبها ومفرداتها ولهالغتهاوفنها وصياغتها – محمد صبيح

القصة لها اسلوبها ومفرداتها .ولها لغتها وفنها وصياعتها لما فيها من اهداف رفيعة وغاية نبيلة وأحداث مثيرة وافكار ممتعة تنعش الفؤاد وتنتشي بها النفوس وألارواح .قصة طريفة تأخذ الالباب والافئدة فتثير في الوجدان مشاعر وأحاسيس كامنة فتلذ الاسماع وتنشرح الصدور.
………..يروى انه كان هناك رجل يدعى خزيمة بن بشير في بلاد الجزيرة وهي تمتد من العراق الى ارمينيا وتركيا في عهد سليمان بن عبد الملك وكان هذا الرجل ميسور الحال ينفق على كل فقير محتاج حتى الذين لديم مال يعطيهم .حتى دارت عليه دائرة الدنيا والايام فاضحى فقيرا
معدما ..فجاء بعض الذين كان يعطيهم ويمد لهم يد العون والمساعدة فأعطوه شهرا وشهرين ثم ملوا وتوقفوا عن العطاء والمساعدة .فاغلق باب بيته وهو لا يجد ما يسد به الرمق هو وزوجته وكان الوالي المكلف في الجزيرة يدعى عكرمة بن العياض وكان يعرف خزيمة بن بشر .فسأل عنه .فقيل له قد افتقر خزيمة واصبح لا يملك قوت يومه واغلق بابه عليه .فاندهش عكرمة قائلا ….خزيمة افتقر ولم يجد ممن كان يعطيهم ليقف معه. خزيمة الذي كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ..
وفي الليل والناس نيام خرج عكرمة العياض متخفيا وهو يحمل على ظهره حملا ثقيلا حتى بلغ دارخزيمة ثم طرق الباب .فقال خزيمة ..من ؟ قال عكرمة ..ضيف . ففتح خزيمة الباب ووضع عكرمة الحمل عن ظهره وقال .هذا لك ..قال خزيمة ومن أين ! قال عكرمة …من مال الله . قال خزيمة .. ومن أنت ؟ قال عكرمة ..حابر عثرات الكرام …. قال خزيمة ….بالله عليك عرفتي من انت ….قال ..جابر عثرات الكرام . وانصرف سريعا ….. فقال خزيمة لزوجته … اشعلي لنا فانوسا لنرى ماذا احضر الرجل الملثم قالت. ليس لدينا فانوسا ولا حطب نوقده .فاخذ خزيمة يتلمس الكيس في الظلام حتى انفلق الصباح .وعندما فتحه وجد اربعة الاف دينار وخمسمئة وكان الالف يعدل اربعة كيلو ذهبا. فشكر خزيمة ربه وقضى دينه واصلح حاله ….وعندما عاد عكرمة الى بيته وجد زوجته تولول وتقول لا يخرج الوالي في هذه الساعة الا لزوجة اخرى .قال لا والله قالت …أين اخبرني اذن …قال لو اردت اخبارك او احد لما خرجت متخفيا ليلا . فقالت يجب ان اعرف .. والحت عليه ولم تنم حتى قص لها القصة .. وقال اكتمي السر ولا تحدثي به حتى نفسك … وبعد فترة من الزمن ..ذهب خزيمة الى امير المؤمنين (سليمان بن عبد الملك) فسأله اين كنت يا خزيمة لم نسمع عنك منذ زمن فقص عليه القصة فقال الامير .. ومن هو جابر عثرات الكرام قال ..لا اعرفه ولم يخبرني . قال الامير ليتك عرفته ..ثم امر بمنح خزيمة اموالا اخرى واصدر امرا باعفاء عكرمة العياض وتعيين خزيمة واليا لمنطقة الجزيرة .فرجع خزيمة ودخل قصر الوالي وهو يحمل مرسوم العزل وكان في استقباله عكرمة بنفسه . وسلمه امر العزل .ققال عكرمة ….كله خير . ثم قال خزيمة اريد ان احاسبك على مال المسلمين فرحب عكرمة بذلك .
فوجد خزيمة مبلغا من المال مفقودا غير موجود .فقال خرمة…اين المال يا عكرمة ؟قال .ليس معي . قال اذن رده من مالك …..قال لا املك مالا خاصا ..قال اما المال واما السجن ….وسجن عكرمة مدة من الزمن ووضعت له القيود والاغلال في كتفه وظهره حتى ضعف جسمه وتغير لونه …..وعندما سمعت زوجة عكرمة بما حدث لزوجها الوالي المعزول ..ذهبت الى خزيمة وكانت ابنة عم خزيمة وقالت له ….ما هكذا يجازى جابر عثرات الكرام…فانتفض خزيمة مفزوعا وقال …. هل هو عكرمة يا ويلتاه وهرول الى السحن دون ان يسمع شيئا اخر .واخذ يفك الاغلال والقيود من عكرمة بيديه0 ويبكي .وعكرمة يسأله ماذا حدث ولماذا تبكي يا خزيمة قال خزيمة من كرمك وصبرك وسوء صنيعي ..كيف انظر في وجهك ووجه ابنة عني . .فأمر له بالكساء والغذاء وعندما اشتد عوده ..قال ..هيا معي الى خليفة المسلمين .فلما رأهم الخليفة بن عبد الملك .قال .ما الذي اتى بك يا خزيمة وانت حديث عهد بالولاية …
قال ..اتيتك بحابر عثرات الكرام .وأظنك كنت مشوقا لمعرفته .فاندهش الخليفة وقال ..هل هو عكرمة …خبت يا ابن عبد الملك وتعحلت …لقد اخحلتنا بطيب صنيعك وصبرك يا جابر عثرات الكرام ……فامر لعكرمة بعشرة الاف .واعاد تعيينه واليا وقال …. ان شئتما حكمتما مع بعض وظلا واليين معا حتى توفاهما الله …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق