مقالات
يا شام، يا شام ، ما في جعبتي طرب/بقلم :د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
يا شام، يا شام ، ما في جعبتي طرب
أستغفر الشعر أن يستجدي الطربا
فذكر إن نفعت الذكرى (سلطان باشا الأطرش)
(له المقولة المشهورة والخالدة في أجندة الانتماء القومي الصادق ” الدين لله والوطن للجميع”)
في جبل العرب في قرية الغرباء – محافظة السويداء ولد الثائر الخالد سلطان باشا الاطرش الذي عمره ما يناهز التسعين عاماً قضاها شامخاً كغابات الصنوبر، راسخاً جسداً وروحاً وانتماءً في تراب سوريا الطاهر وكان هذا الميلاد الميمون في قرية القرياء عام 1891 ورحل واقفاً كالحصان العربي الاصيل عام 1982 وقد كان وما زال وسيبقى رمزاً لكل الاحرار في هذا العالم قاد ثورته المجيدة ضد الانتداب الفرنسي وضد جهالات وعنجهيات السلطنة العثمانية وله المقولة المشهورة والخالدة في أجندة الانتماء القومي الصادق ، ” الدين لله والوطن للجميع ” وحين يمر في خاطرنا هذا الثائر الى حد القداسة نحس بنشوة الحرية وهي تتراعش فرحاً في مسامات أرواحنا ونبضات قلوبنا، وتشرئب أعناقنا فخراً واعتزازاً بهذا الصقر الأسطوري تحليقاً في فضاء التمرد ضد الظلم والقمع والطغيان، وإن رحلة هذا الثائر العظيم جعلتني أتنبه لإجتهاد ٍ مر في خاطري يدور حول العمر الزمني والعمر النفسي للإنسان، فالإنسان لا يجوز سؤاله عن عمره الزمني دون الالتفات لعمره الروحي والقيمي والاخلاقي، فكم أتمنى ان يسأل واحدنا الآخر كم موقفاً مشرفاً وقفت في حياتك، وليس كم مضى من السنوات على وجودك في هذه الحياة ، هذه هي الحقيقة وما عداها ثرثرة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها.
” سلطان باشا الأطرش ” سمفونية الإباء العربي المتميز على مر التاريخ وعبر العصور، ولا مانع من الإشارة الى ان الفنان الخالد فريد الاطرش وشقيقته أسمهان واسمها الحقيقي آمال يعودان نسباً الى ابيهما اسماعيل الاطرش، وعاشا مشردين في وادي النيل بعد هجرتهما من سوريا خوفاً من السلطات الفرنسية بسبب موقف الثائر العظيم سلطان باشا الاطرش ضد الاخطبوط الاستعماري الفرنسي الغاشم .
وإذا أردنا أن نستعرض السيرة الذاتية لهذا العملاق الشامخ فإننا نحتاج الى ألاف الصفحات التي تعيد لوجداننا حلاوة الانتماء للعروبة بكل مفرداتها جغرافيا وسياسياً وقومياً ودينياً.
فإلى روحك يا سلطان باشا الاطرش قبلة وفاءٍ ومحبة وأمنيات براحتها خلوداً في جنة النعيم والخلود بمعية اشرف الخلق وهم الانبياء والشهداء والأوفياء على مر العصور والدهور.
فإلي النعيم الخالد يا خالد الذكر ورافع الهامات لأبناء العروبة من المحيط الى الخليج.