اقلام حرة

بقلم د-عوض قنديل

مطلوب رجل واحد يقول كلمة حق لمرة واحدة فقط!! مطلوب قائد فلسطيني محترم ,

يحترم نفسه أولا و يحترم عقول أبناء شعبه ثانيا و أخيرا .. أن يقف و يُعلن على الملأ فشل التجربة الحالية من المشروع الوطني الفلسطيني ليحافظ على ما تبقى من أمل في الحق المشروع بالعودة و استرداد الحقوق الوطنية المشروعة . لا مفاوضات أجدت و لا مقاومة آتت أكلها بل في كلا الحالتين فرطنا بمكتسبات و وحدة و تماسك وطني لننتقل إلى أنانية الفصائل و الأحزاب بالوصول إلى المكتسبات الفردية و الانتصارات الوهمية في ساحات النضال المزيف الذي حافظ على تماسك الكيان الصهيوني و سهر على راحة مستوطنيه بالهدنة الكاذبة من طرف واحد أو بالتسويف و السكوت عن المفاوضات العقيمة التي ألقت بشبابنا في أسواق الهجرة و النخاسة و كره الأوطان بل التمرد على كل المعتقدات و الشعارات الوطنية ليقامروا بحياتهم و إنجازاتهم و مؤهلاتهم التي كلَّفت عائلاتهم الكثير و ينزلقوا إلى خزانات أبي الخيزران الذي أستنسخ منه الكثير من الأبوات الذين باعوا الوطن و القضية و اتجهوا للتجارة بالمواطنين بعد أن أفلسوا, و هاهم شبابنا يتيهون في صحاري العرب و على شواطئ أوروبا و في بواخر النخاسة و الاتجار بالأعضاء البشرية بعد أن كفروا بالوطنية و خابت آمالهم في طرقات البحث عن القدوة ليصبحوا ضحايا الإحباط و خيبات الأمل و فقد الثقة في أقرب المقربين , بل أصبحوا إلى الكفر أقرب بكل شرائع و قوانين البشر التي لم تجلب لهم إلا الموت و الدمار, و لم يعد لهم إلا محاولة و تجربة الخلاص بأنا و من بعدي الطوفان لتتفشى بينهم التي أصبحت عادية و من متطلبات الحياة بعد أن كانت تعتبر من الخيانة و الرشوة و الواسطة والموبقات الأخلاقية و العيوب, فأصبحنا نعيش بثقافة الغاب و أخلاق السمك حين لا يتورع الكبير من أكل الصغير أو يتفق مجموعة من الصغار على أكل كبير لهم لنجد أكل مال اليتيم و حرمان المرأة من الميراث و عقوق الآباء و الأمهات, فيخرج الفرد في الصباح يبحث عن ضحية يستدرجها بطمعها إلى مشروع مزيف أو زواج فاسد أو استثمار في تجارة محرمة و ممنوعة. من البلادة السياسية و خيانة الأمانة الوطنية و الإنسانية أن يتحوَّل القادة و الزعماء إلى رديترات تبريد لأعصاب الشعوب كلما وصلت حد الغليان و فوران الدم الحر كلما أصابته مظلمة من عدو أو من جهل صديق , إن لم تكونوا علة قدر الأمانة و المسؤولية , أخرجوا من عقولنا و تنحوا جانبا أو ارحلوا إلى البلاد التي تحملون جنسياتها و دعونا نقلع أشواكنا بأيدينا و لا تتدخلوا, لأن الرابح الوحيد من تدخلاتكم هو المحتل الغاصب لشرف و كرامة و مقدرات الأمة و منتهك مقدساتها , و أنتم الوحيدون الذين تكممون الأفواه الحرة و تحجبون الرؤية و تضللون الأفكار بتلوينها على غير المنطق حسب أهواء و أجندات ممولين و مصالح مستثمرين و تجار دم, لم يبق سلاح إلا جُرِّب فينا و لم يبق عقاب إلا أستحدث علينا و لم يبق سوط إلا تقطَّع على ظهورنا و أنتم تأمروننا بالصمود و الثبات , أين أنتم مما تأمرونَّا به؟ أم أن الله الذي نعبده غير الله الذي لا تخافونه, دعوا أصنامكم و آلهتكم و عودوا إلى الله الذي نعبده لأنكم ستسألون عنده في الآخرة إن نجيتم من عقاب شعوبكم في الحياة الدنيا. لا تطبخوا لنا حصى و لا تأمِّلونا بالفتح المبين, فقد مات عمر و رُفع عيسى عليه السلام إلى السماء و لا وحي بعد محمد صلى الله عليه و سلَّم. إما أن تكونوا على قدر و تطعمونا و تحلوا مشاكلنا تسهروا على راحتنا بعد أن تربطوا حجرين على بطونكم , و إما أن ترحلوا عنا و تتركونا نأكل من خشاش الأرض !!

مقالات ذات صلة

إغلاق