اقلام حرة

ثقافة الجهل بقلم : عائشة الخواجا الرازم

ثقافة الجهل
بقلم : عائشة الخواجا الرازم
هل يتمكن المثقف القوي والفنان المبدع من التأثير على حاكم جاهل ؟ ؟ ؟ ؟
أن تنتمي الدولة للجمال والإبداع وهوية المعمار المرئي والبصري والأساسي بين الأمم ، وترضاه كوسيلة من وسائل إدارة البلاد ، فهذا أعلى مرتبة واضحة تحت الشمس تعرف الكون بقيمة وسمو القيادة والشعب . و بالتأكيد ينال لهفة الأمم للتسابق لحط الرحال وزيارة هذه الدولة للتمتع والسير في راحتها وجمال مشاهدها وخدماتها الراقية الخدومة إحساسا وبصريا وجماليا.
فالدولة التي تحرص على صيانة وخدمة ورعاية الفن فيها والحرص على إشهاره بإظهاره للبشر ، وتعتز عمليا بتاريخها الفني والتراثي ..فهي دولة غنية بسمعة النظافة والجمال والأناقة مما يبشر بالمضمون والمحتوى …
والدولة التي تتمسك بإرث أرضها ودينها وتحافظ على ما ينتجه ويبدعه فنانوها هي دولة يباركها المبدع العظيم والرسل عليها الغيث مدرارا .
أما الكيان العاجز عن توظيف الجمال غير المكلف بين شعبه والملوث لعيون شعبه والشعوب الزائرة ولا يستحي صانع القرار وماسك زمام الديار من بشاعة الكيان الذي يعتاش فيه ولا يفكر برفع سوية وجهه ، ويستمر في تسول علب الماكياج لكيانه دون أن يكلف صالون منزله بتسريح شعر وطنه وضفائر عاصمتها ومدنه وكنز موروث عظيم ، فهذا الحاكم جاهل … ومن الأفضل أن تسحب من جدران كيانه شهاداته الجامعية ويسجل عنوة في مؤسسات محو الأمية …ذلك لأنه يعتقد ان ارتقاء حضوره يكمن فقط بان يرتقي جيبه المهمل والمكثر لسلال المهملات في طرقات الدولة التي نسبته للمسؤولية.
في رأيي ورأي كل صاحب رؤية استقرت على الإيمان بشفافية الروح وتعلق القلب بحب الله المبدع العظيم …أن كل مهمل لجمال وكنز وطنه وصم أذنيه وتعمية عينيه عن ترهل المكنوز وتبشيع المجمل والرضا به كانه عادي ، هو جاهل ولا يصلح لقيادة إبداع الله …
وهو كافر بصون النعمة وبالخالق الذي أبدع وألقى على البشر حصص النعم كمثل التي وضعها في كيان ما …
جاهل … كافر بالنعم …
إنها عطاءات ونعم ارتبطت بإبداعات الخالق العظيم بجمال الأرض والطبيعة الرائعة… ولم يبق عليها سوى الأقوياء المؤمنين من المبدعين والفنانين والمعماريين يرفعون من سوية هويتها … وفي المقابل يستضيف يستضعفون ويهتك رأيهم ويهمل عطاؤهم ويستهتر بهم في تلك الكيانات بسبب تخلف وجهل صناع القرار ….
إن كيانات يحكمها جهلة يؤمنون بالهدم والبشاعة مبدئيا كأسلوب استهتار ، لكفيل مائة بالمائة لجذب الطامعين والمحاربين الشرسين لنهب وسرقة الموروث والمكنوز والحضارة المدفونة بجهل وتخلف وقمامة حاكم وصاحب القرار في كيان ثري … وكأنه بجهله وكفره بنعمة الجمال والثراء التاريخي والفني في بلده يقول :
خذوها فهي فهي غير صالحة … ويكون هو الذي خربها لجرجرة الطامعين بأصولها … فتباع بخسة رخيصة فاقدة الأصول …فلا هي في خزينة التاريخ ولا هي في موزانة البلاد ولا هي في رصيد هوية العباد …
فالوطن الحاضن للفنون والمتمسك بلب قلب الإبداع في وطنه ، يكون قد أورث أرضه وتاريخه ما لذ وطاب من حجج وبراهين تشهد على ولادته ونموه وحرثه !!! وهناك من يسلم مناصب وإمام الكيان في الدولة من صناع قرار من يعمل جاهدا لطمس شهادات نمو البلاد وحرثها وهويتها ….
وإن الحقيقة التي شهدها التاريخ الإنساني والحضاري للأمم البائدة والأمم السائدة والأمم الواعدة ، قد مثلت تاريخها بالفن وكرست للإبداع دوراً فقرياً تماماً مثل دور العمود الفقري وإسناده للجسد … ولذا نجد العدو المحتل يباشر بتدمير مظاهر الفنون والزخارف والمنحوتات والجوامع والكنائس والآثار التاريخية ، وأن لم يقم هو بتدميرها فإنه يوظف من نفس الأمة المستهدقة كائنات متخلفة تهدم وتدمر وتعمل نيابة عنه بأشد وأفظع … ذلك لأنها تعرف العنوان جيداً !!!
فما من يد تنحت وتحفر وترسم وتشكل وتجهد إبداعاً إلا كانت عامرة بالإيمان …ولهذا يرصف أعداء الأمم الناهضة صفوفاً من الحاقدين من نفس الأمة المتلفحة بالشمس والفن والتاريخ ، لتطارد اليد المبدعة وتطارد إبداعاتها التي حددت هويتها من قبل أعدائها المتربصين المحملقين ذعراً من توثيق الحقيقة والتاريخ ، فنجد هذه القطعان المعادية تضع نصب عين خططها سرقة التاريخ المتعلق بمسيرة الفن اولاً ، وتبدأ بتشويه الآثار الابداعية ومحاولة التلفيق المتقن لانتحال القيمة الفنية التاريخية….
عائشة

مقالات ذات صلة

إغلاق