قصف مطار المزة السوري…مغازي واهداف بقلم :- راسم عبيدات ما ان تحدث أي عملية قصف جوي أو صاروخي “إسرائيلية” على اهداف سورية حتى تخرج الأصوات الناعقة والزاعقة والمشككة والمتشفيه ب وفي النظام السوري وقدرته على الرد،وبأن النظام السوري”أسد” على شعبه و”جبان” في الجولان،وطبعاً هذه التشكيكات واللغة التحريضية الرخيصة،تعبر عن حجم مأزق وحقد تلك القوى والجماعات الإرهابية ومن يمولها ويستخدمها،ويوفر لها السلاح المتطور والرعاية والحضانة،حيث مشروعها في سوريا يترنح ويصل الى خط النهايات،فمشاريع التقسيم والتفتيت للجغرافيا السورية واسقاط النظام السوري،من اجل إعادة انتاج سوريا الجديدة الفاقدة لقوميتها ولعروبتها ولهويتها ولكرامتها سقط،وسقط معه مشروع إعادة انتاج سايكس- بيكو جديد،مشروع يفكك ويركب المنطقة العربية على أسس مذهبية وطائفية وثرواتية،و”إسرائيل” جزء أساسي من المشروع المعادي لسوريا،وهي لم تختار فصيل إرهابي بعينه لكي تدعمه أو تحتضنه،كباقي الدول الراعية لتلك الجماعات الإرهابية من عاصمة خلافة العثمانيين الجدد الى المشيخات النفطية الخليجية (السعودية وقطر)،بل “إسرائيل” كانت السند والحامي لكل تلك المكونات والمركبات الإرهابية،والتي خصتها بالرعاية الطبية في مشافيها،وزودتها بالسلاح والمعلومات الإستخبارية،ولتصل الأمور الى حد مشاركة عدد من مقاتلي الجماعات الإرهابية في مؤتمرات داخل الكيان الصهيوني وتصريحات لقادة العديد من تلك الجماعات والفصائل تطلب من “إسرائيل” دعمها ومساندتها،والإشادة بها لقصفها الأراضي والمواقع السورية. في هذا الإطار والسياق يأتي تحليل مغازي واهداف عملية القصف لمطار المزة السوري الذي حدث،وليس في إطار سطحي وساذج رد وعدم رد،ليس لأنه ليس مطلوباً من النظام السوري عدم الرد،وما يحدثه ذلك من أثر نفسي وما يعتمله من قهر داخلي في نفس كل قومي وعروبي،يرى سوريا جريحة وتقصف وتتكالب عليها قوى الشر والعدوان،ولا تقوم بردع العدو الصهيوني،فالحرب العدوانية على سوريا ضخمة وكبيرة جداً،وأهدافها أيضاً كبيرة،وأي انتصار فيها للحلف المعادي،يعني تغيرات جيواستراتيجية كبيرة في المنطقة،تبقي المنطقة العربية تحت السيطرة الأمريكية والإستعمارية الغربية لمئات السنوات القادمة. القصف لمطار المزة السوري تم لأول مرة بطائرة امريكية من طراز اف 35 لتاكيد التفوق الجوي الإسرائيلي والحفاظ عليه،ومن شرق بحيرة طبريا،من منطقة الأمتار القليلة التي رفض المرحوم القائد حافظ الأسد في محادثاته مع الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون في شيبردتزتاون في 26/3/2000 التنازل عنها،والقصف من تلك المنطقة،يحمل مغزى ودلالات بأن إسرائيل لن تتنازل عن تلك المنطقة في أي محادثات سلام محتملة مع سوريا،والأسد الأب رسم خطوط التسوية ، حدود الرابع من حزيران/1967 ولا تنازل عنها،والمسألة ليست تكتيكية. القصف تم بضوء أخضر امريكي وموافقة أمريكية عليه وهو يستهدف تحقيق جملة من الأهداف في مقدمتها ما عبر عنه قادة اليمين الصهيوني في حكومة الاحتلال من نتنياهو وليبرمان،بأنه محظور انتصار الاسد في هذه الحرب،ووجدنا كيف جن جنون قادة الكيان الصهيوني،عندما إستعاد الجيش السوري حلب،وبما يكشف عن مدى ترابط اهداف الكيان الصهيوني مع اهداف ومصالح تلك الجماعات الإرهابية والقوى اللاوطنية . “إسرائيل” تدرك بأن النصر للجيش السوري وحزب الله على وجه التحديد،وإنتهاء هذه الحرب وخروج الأسد منها ومعه حزب الله منتصرين يعني سقوط وجود جيش لحدي على حدودها مع سوريا يحمي وجودها في الجولان المحتل،وبأنها ستجد نفسها في الحدود على الجولان مع الجيش السوري وحزب الله وايران،ولذلك هي ستستمر بدعم الجماعات الإرهابية لهذا الهدف،وكذلك يحاول نتنياهو الخروج من مأزقه بعد مسلسل الفضائح المتتالية التي تواجه من فساد ورشاوي وإحتمالية محاكمته وسجنه ووضع حد لمستقبله السياسي، ورأينا كيف انه حاول استثمار عملية الشهيد القنبر بالقول بأنه داعش لكي يجد مشروعية دولية في حربه على شعبنا الفلسطيني ووسم نضاله بالإرهاب ولعل الهجمة على شعبنا في الداخل بالهدم الجماعي للمنازل وتشريع قوانين عنصرية في ابعاد عائلات الشهداء وسحب الاقامات منهم ومن يسمونهم بالمحرضين،هي جزء من هذه الأهداف المستغلة في مثل هذه العمليات . وأيضاً واضح بان الهدف من قصف مطار المزة،في ظل ما يحدث من تطورات ميدانية،حيث تزامن القصف الصهيوني مع تفجير إرهابي في كفر سوسه في دمشق،وما قام به الجيش السوري من تحرير لبلدة بسيمة والسيطرة على منطقة بردى،وتحرير مياه دمشق من ابتزاز الجماعات الإرهابية،التقدم الذي كان يحققه الجيش السوري ميدانياً ،حاولت الطائرات “الإسرائيلية” بصواريخها إعاقته وتعطيله قدر الإمكان، وجاء بيان قيادة الجيش السوري ليترافق مع تأكيد عدم ترك الاعتداءات «الإسرائيلية» دون رد،لكن بعناية تحقق أهدافاً سورية، برسم قواعد اشتباك تسقط مشروع ميزان ردع صاروخي لحساب «إسرائيل» في دائرة مداها البالغ ستين كليومتراً، من دون تضييع الفوز بردع الطيران «الإسرائيلي» من دخول الأجواء السورية، ومن دون نقل المناخات الدولية من الاهتمام بنتائج الإنجازات السورية إلى مواجهة سورية «إسرائيلية»، خصوصاً أن ما تريده «إسرائيل» من صواريخها الدخول على خط مشاريع الحلول على الصعيد الدولي والمتصلة بسورية لجعل أمن «إسرائيل» أحد بنودها. من هنا ندرك بأن القيادة السورية التي تواصل تطهير سوريا من رجس الجماعات الإرهابية،وتعيد الأمن والأمان الى سوريا،وتوسع من دائرة المصالحات الوطنية والمجتمعية،وتهيء وتعد بنى تحتية وخدماتية جديدة للمناطق التي يجري تحريرها،لكي يتمكن سكانها من العودة إليها،هي تقع في أولويات النظام السوري،فتحقيق المزيد من الإنتصارات والحرب على الجماعات الإرهابية له الأولوية في هذا الجانب،فالمحتل بقصفه لمطار المزة السوري ،يحاول خلط الأوراق،ويريد أن يكون جزء من أي تسوية محتملة للأوضاع في سوريا،بما يتصل بالحفاظ على امنه ووجوده. الناعقون والشاتمون والمتشفين في سوريا،والمهللين للقصف الإسرائيلي والفرحين به،يعبرون عن عمق ازمتهم،وعن مدى حقدهم وغيظهم من سقوط مشروعهم في سوريا خاصة والوطن العربي عامة،وسوريا ستبقى عصية على الكسر ،وستمضي قدماً نحو تحقيق الإنتصار الشامل. القدس المحتلة – فلسطين 14/1/2017 0524533879 [email protected]