نشاطات
وسام السّنبلة الذّهيبة للشاعر الراحل نزيه خير / إعداد رشيد خير
فائق الشكر والعرفان للاستاذ يعقوب احمد يعقوب مؤسس مواقع حبرستان مع بقية الاخوة القيمين على هذه المواقع
وسام السّنبلة الذّهيبة
للشاعر الراحل نزيه خير//
*****
في الكثير الكثير من المناسبات التفَت شعراءُ ونقّاد وأدباء فلسطينيون وغير فلسطينيين بارزون إلى نزيه خير، باعتباره عُروةً رئيسةً في نسيج أدبنا العربي المعاصر، وممثّلًا أصيلًا للجيل الثّاني من شعراء فلسطين، ومن أبرزهم محمود درويش وسميح القاسم، بل إنَّ الكثيرين اعتبروه من أبرز الشّعراء العرب قاطبة من أبناء جيله.
ننشر، في هذا السّياق، من بين ما ننشره على مواقع حبرستان تكريما للشاعر الراحل نزيه خير، ومنحه وسامَنا الأعلى وهو وسام السنبلة الذهبية – ننشر نتفًا ممّا قاله بعض الشعراء والأدباء والنّقاد البارزين. وهذه النّتف ليست سوى أمثلة ومضيّة على طريقة الجزء الذي يدلّ على الكلّ.
بدأ الشاعر نزيه خير مشواره الأدبيّ في مطلع شبابه، وعلى الرّغم من رحيله المبكّر قبل أكثر من ثمانية أعوام، فقد نجح في ترك بصمته الذهبية ليس فقط باعتباره شاعرًا أصيلًا ومبدعًا، وإنّما أيضًا لكونه صاحب صوتٍ متفرّد؛ اتّكأ على القديم والأصيل بدون التّنازل عن الحديث والتحديث، أتقن اللّغة ومفرداتها وبحور الشّعر، ولكنّه غنّى بإيقاعه هو وموسيقاه هو بدون أن يسجد للأصنام، سار على درب الذين سبقوه من المبدعين، القدماء والمعاصرين، ولكنّه مشى في الدّرب بطريقته هو، بعيدًا عن التّقليد الأعمى والنّسخ والمحاكاة.
ترعرع نزيه خير على قمّة الكرمل، وقضى جلَّ وقته معلّقًا هناك، بين البحر والسّماء، ولذلك ليس غريبًا أن نسمع في شعره وأن نلمسَ في حرفه نعومة الهواء والماء، حتّى حين كان يموج ويرعد ويبرق. وجمع، فضلًا عن العناصر التي اندمجت في شعره بفضل موقعه على قمّة الجبل الشهير _ جمع الشّممَ والشّموخ والانحيازَ إلى قضيّة شعبه، بدون التّنازل عن إنسانيّته والتّقوقع في صدف التعصّب. ففي شعره نراه، من جهة، يعود إلى شهرزاد وشهريار، ويشرب مع شعراء العراق من ماء دجلة والفرات، ويصافح محمود درويش ويعانق سميح القاسم، ويكتب صفحة في حماسة أبي تمّام، ويحكي عن الخبز في ساحة الدّار ويقفز إلى الأندلس… كلّ ذلك، مع حرصه، من جهة ثانية، على أن يرفع صوته مع أصوات أنصار الحرّية والعدل من كل المذاهب والقوميات والأديان، وأن يقف معهم كتفًا إلى كتف، لا فضل لأحد على أحد إلّا بالتقوى والقيم الإنسانية.
لم يعِشْ نزيه خير طويلًا، لكنّ حياتَه كانت عريضة وحافلة في مجال الإبداع والعمل الميداني والنشاط الثّقافي. وإذا كنّا لم نفِ نزيهًا بكامل حقّه في هذه العجالة، فإنّنا نرجو أن تكون النّصوص التي ننشرها هنا قادرةً على إضاءة بعض ملامحه وقسماته الطيّبة، سيرةً وإبداعًا، ونأمل أن يكون في منحه وسامَ السّنبلة الذهبية اعترافًا منّا بارتفاع قامته وفضله على حركتنا الأدبية وشعرنا.
وهي اشارة لواحدٍ من شعراء الوطن والانسان الذين أحبوا الوطن فأحبهم
رحم الله نزيه خير في ذكرى رحيله ….. وأعاننا الله لنكون أوفياءً للعطاء والجمال والأدب