اقلام حرة

كتب عضو المجلس التأسيسي لجمعية همسة سماء الثقافه ورئيس تجمع عائلات فلسطين د-عوض قنديل

مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى مع مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى التي هُزمت فيها تركيا و تقاسمت الدول الاستعمارية تركتها خاصة في بلاد العرب و قسمتهم جغرافيا على يد سايكس – بيكو تلك الاتفاقية التي جعلتهم دويلات و إمارات و ممالك تدين لها بالتبعية و الولاء فهي رب نعمتهم التي أوجدتهم من عدم و جعلت بعضهم أسيادا على بعض , أعزت من تشاء و أذلت من تشاء حسب مواقفهم معها و موافقتهم على أن تكون فلسطين دولة لليهود بعد توأمتها مع كياناتهم بأن جعلتهم أخوة في الرضاعة من ثدي المستعمر صاحب المصلحة الأولى و الأخيرة ليكونوا لها الوكيل المعتمد في المنطقة في حماية مصالحها بعد أن تضمن لهم البقاء و الاستمرارية بمد يد العون و المؤازرة ضد كل مشروع وطني لا يقبل استفرادهم بالسيطرة من خلال جعلهم مجسات و ريديترات تبريد أمام كل غليان الشعوب في وجه الاستعمار الغربي و أزلامه لدرجة أننا أصبحنا نرى فيهم القدرة و القدوة في حل مشاكل المنطقة بالدعم و المشورة و قول آمين حتى في القرارات التي تضر مصلحتنا الدينية و القومية و التي تتعارض مع ثقافتنا و معتقداتنا الشرقية و الإسلامية بالترهيب و الترغيب و الحرص على السكوت و القبول من أجل البقاء و إن كان مؤقتا و مزيَّفا . فبعد التقسيم الجغرافي للمنطقة و فشل العرب في تمرير مشروع الوحدة العربية التي كانت تفشل بانقسام العرب إلى جمهوريات قومية تقدمية على النقيض من ممالك قبلية وراثية ليسود الفكر المُسمَّى ملكي رجعي على القومي التحرري الوطني بعد أن أصبحت الممالك ملاذا آمنا للهاربين و المختلسين للعمل والاستثمار لأصحاب المال و لبورصات الأسهم و المضاربات المالية أو الاسترزاق و التجارة على مستوى الأفراد العاديين كبلاد خالية من العنف و التناحر السياسي و الحزبي . و ما حدث في بلاد الربيع العربي خير دليل و كأن المنطقة تتعرَّ ض لعقاب جماعي و بأثر رجعي على كل المخالفات التي اقترفها حكامها ضد الغرب و المشروع الرأسمالي فما يحدث اليوم ما هو إلا دليل على بدء التقسيم السكاني حسب المِلل و الطوائف و القوميات لتقسيم المُقسَّم كبادرة في أخذ إسرائيل نموذجا ناجحا في المنطقة كداعمة لهذا النموذج لتصبح مثلا يُحتذى بعد تفوقها في جميع المجالات في بحر العداء العربي المحيط فهي المُحرِّض الأخطر لكل الانقساميين و الانفصاليين و هواة الدويلات و محترفيها حسب الأجندات الطائفية و الدينية حين يكون لا غالب و لا مغلوب و لا هازم و مهزوم لتظل المنطقة محصورة في طاحونة الحرب على الطائفة و الهوية لتظل المنطقة العربية هي النموذج الأسوأ في العالم رغم أنهم أصحاب دين واحد و لغة و ثقافة واحدة كصفة غالبة مع اختلاف البعض في الدين و المعتقد أو الانتماء القومي و الأيديولوجي .

مقالات ذات صلة

إغلاق