إسال طبيبك في الطب البديلالصحه والجمال

كيف يمكن للمحلّيات منخفضة السعرات أن تجعل إنقاص الوزن أكثر صعوبة؟!

أدت المخاوف بشأن تأثير السكر على الوزن والأسنان إلى زيادة الطلب على المنتجات المصنوعة من المحليات الاصطناعية الخالية من السعرات الحرارية والقائمة على المواد الكيميائية.

وهذه المنتجات، التي يُنظر إليها على أنها علامة على الحياة الصحية، توجد في كل شيء من المشروبات الغازية والوجبات الجاهزة إلى الكعك ومعجون الأسنان.

ولكن في حين أن هناك القليل من الشك في أنها تقلل من خطر تسوس الأسنان، إلا أن هناك أسئلة حول مدى صحتها كعامل مساعد للتخسيس – مع اقتراحات أنها قد تزيد بالفعل من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة والمسمنة.

ووجدت العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مواد التحلية يمكن أن يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة، وليس أسهل، بسبب الطريقة التي تتفاعل بها المواد الكيميائية مع الدماغ.

وتشير الأبحاث الجديدة الرائدة إلى أن الخلايا في الأمعاء التي تخبر الدماغ بأننا تناولنا السكر – وبالتالي تناولنا السعرات الحرارية – لا تفعل ذلك مع المحليات، ما يجعلنا نتوق إلى الأطعمة الحلوة.

وتظهر دراسات أخرى أن الدماغ نفسه يتفاعل بشكل مختلف مع المحليات عن السكر. وواحدة من أحدثها، في عام 2021، أجريت من قبل خبراء في معهد السكري والسمنة، في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الذين قاموا بمسح أدمغة 74 رجلا وامرأة بعد تناولهم السكرالوز – بديل السكر المستخدم على نطاق واسع وهو أحلى بـ 600 مرة من السكر.

وخلال سلسلة من التجارب المعملية، طُلب من المتطوعين شرب ماء عادي أو مشروب يحتوي على السكرالوز أو مشروب بنكهة السكر.

وبعد كل مشروب، خضعوا لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس تدفق الدم إلى مناطق مختلفة من الدماغ في نفس الوقت الذي شاهدوا فيه صورا للأطعمة عالية السعرات الحرارية أو الحلويات أو الوجبات الخفيفة اللذيذة.

وكشفت النتائج، التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open، عن معدلات أعلى لتدفق الدم – وهي علامة على زيادة نشاط الخلايا العصبية (خلايا الدماغ) – في مناطق الدماغ المسؤولة عن الرغبة الشديدة في تناول الطعام، مثل الحُصين.

وشدد الباحثون على أن النتائج لا تمثل حكما واضحا وساطعا على المحليات – لسبب واحد، لوحظ زيادة الشهية بشكل رئيسي لدى النساء، وليس الرجال. وإحدى النظريات هي أن النساء في هذه الدراسة كن جميعهن في أوائل سنوات الإنجاب، عندما تكون عقولهن أكثر صعوبة في البحث عن أطعمة أكثر سعرات حرارية للمساعدة في فرصهن في الإنجاب والبقاء على قيد الحياة بنجاح.

ولكن في تلخيص البحث، قالت المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة كاثلين بيج، أخصائية الغدد الصماء: “بناء على هذه النتائج، أود أن أقترح أن السكرالوز قد لا يكون فعالا لدى النساء مثل الرجال في تقليل الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام”.

وفي دراسة أجريت عام 2019 في جامعة ليدن في هولندا، أجرى الباحثون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على أدمغة الشباب الأصحاء.

وبعد تناول مشروب سكري، كانت هناك استجابة فورية في منطقة ما تحت المهاد، وهي جزء من الدماغ مسؤول عن إشارات الشبع – أو الامتلاء – ما أدى إلى انخفاض الرغبة الشديدة في غضون دقائق.

ولكن بعد تناول مشروب مصنوع من مُحلي السكرالوز، كانت هذه الاستجابة أقل وتأخرت بشكل ملحوظ، ما زاد من احتمالية تناول المزيد من السعرات الحرارية لاحقا للشعور بالشبع. ومع ذلك، لماذا يستجيب الدماغ بشكل مختلف لمُحلي كيميائي عن السكر؟.

قد يوفر البحث الأخير، الذي نُشر في مجلة Nature Neuroscience، أدلة حيوية.

ووجد العلماء في جامعة ديوك، بولاية نورث كارولينا، أن البشر والحيوانات لديهم خلايا معينة في القناة الهضمية يمكنها التمييز بين الاثنين، مثل براعم التذوق تفرق بين الحلو والحامض. وهذه الخلايا “المحسّسة” تطلق بعد ذلك رسائل مختلفة إلى الدماغ، اعتمادا على المادة التي اكتشفتها.

وعلى سبيل المثال، في غضون ثانية من اكتشاف السكر في الأمعاء، تطلق هذه العصبونات مادة كيميائية – تسمى الغلوتامات – ترسل إشارة إلى الدماغ عبر العصب المبهم.

وهذا هو “الطريق السريع” الرئيسي للجسم الذي تنتقل فيه الإشارات الكهربائية بين الدماغ والعديد من أعضاء الجسم الرئيسية.

وتخبر هذه الإشارة الدماغ على الفور أن احتياجات الجسم من السعرات الحرارية انخفضت، بفضل “وجبة” السكر.

لكن لا تحدث مثل هذه الزيادة في مستويات الغلوتامات عندما تكتشف القناة الهضمية المحليات، لذلك تظل الرغبة الشديدة في الحصول على السعرات الحرارية.

وتدعو الأبحاث الأخرى إلى التساؤل عما إذا كان استبدال السكر بالمُحليات له أي فائدة طبية لمرضى السكري؛ ثبت أن المحليات لا تؤدي إلى ارتفاع فوري في مستويات السكر في الدم مثل السكر.

وتقول جمعية الحمية البريطانية إن المحليات يمكن أن “تساعد” في إنقاص الوزن ومرض السكري.

ومع ذلك، خلصت مراجعة كوكرين لعام 2020 للأدلة على المحليات ومرض السكري، والتي نظرت في البيانات من أكثر من اثنتي عشرة تجربة رئيسية، إلى: “لم تظهر البيانات المتاحة فرقا واضحا بين المحليات والسكر بالنسبة لسكر الدم أو وزن الجسم”.

ويذهب بعض الخبراء إلى أبعد من ذلك. يقول مايك لين، أستاذ التغذية البشرية في جامعة غلاسكو، وهي هيئة مختصة بمرض السكري، والذي كتب عن دور السكر في وباء السمنة، إن الأسئلة لا تزال قائمة حول الفوائد طويلة المدى للمحليات.

المصدر: ديلي ميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق