الارهاب فكر ايدولوجي معقد .. بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
على مر التاريخ والعصور والمنطقة لم تخلو من ظاهرة الإرهاب إن كانت تفجيرات أو قطع للرؤوس وسبي النساء وتدمير المراقد والمدافن والمدارس والكنائس والمساجد وقتل الابرياء والأطفال ، فالمنطقة تشهد نقطة تحول خطيرة اثر عمليات إرهابية لا صلة بها ولا بالأخلاق الإنسانية ، فالعنف والتعصب والتطرف ليس جديدا على الإنسانية ولا حديثا على الأوطان حيث نجد جميع الديانات السماوية تعاني من تلك الظاهرة الغريبة عن طريق جماعات مسلحة متطرفة تتخذ من الدين غطاء لها لتحقيق هدف سياسي أو ديني أو هدف مرتبط بدوافع ثورية معارضة. فالأحداث التي حدثت اليومين الماضيين لا تمت بالفكر الانساني والآدمي ، ان كان في الاردن وبالتحديد منطقة الكرك فنتيجة جماعات مسلحة ارهابية استشهد عدد من الدرك والأمن الاردني ، وان كان في مصر وبالتحديد بكنيسة للأقباط والذي ذهب ضحيتها الاطفال والنساء ، والذي يحدث في تركيا واليمن وسوريا والعراق كلها مشاهد للتطرف والفكر الاجرامي . فالتفكير الديني والتعصب القومي المصحوب بالتفكير الإجرامي مسئولان عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء والذي يحصد أطفالا وشيوخا ونساء ، فالإرهاب لا دين ولا هوية ولا جنسية تجسده ولا زمان أو مكان ولا مذهب ولا وطن له سوى انه جريمة وفق كل المعايير. فهدف الإرهاب هو خلق الخوف ضد أتباع دينية أو سياسية ونشر فكر ايدولوجي معقد واستخدام تكتيكات مماثلة لفرض قوانينها لحب السيطرة وزجر الناس وإثارة الرعب ونشر أعمال بربرية شنيعة تخالف الأعراف والأخلاق الاجتماعية وزعزعة الأمن والاستقرار وإضعاف الاقتصاد القومي وعرقلة التنمية وانشغال الأمة ببعضها واستمرار التخلف واستغلال الدول القوية الطامعة لاحتلال الدول العربية والسيطرة على ثرواتها وبيع سلاحها وإدرار الربح لتلك الدول الطامعة. فالإرهاب لا ينتشر إلا في أماكن التخلف والفقر حيث وجود الجهل المركب وعدم الفقه بالأمور العملية يؤدي إلى انتشار الإرهاب بسرعة فائقة فالعقول المتحجرة المتطرفة تستقطب البسطاء من اجل دعم فكر يتناسب مع القوى المستعمرة لاستمرار احتلالها . فتلك الجماعات المتطرفة لا تحصد إلا الأبرياء والمدنيين . لماذا هذه الجماعات الارهابية تدمر البلاد والأوطان ؟ فالجواب واضح هو أن تلك الجماعات الإرهابية ما هم إلا عبيد وخدم لدول كبرى لتفكيك البلاد وتقسيمها لتسهيل الهيمنة على أراضيها من قبل الدول الامبريالية . فهم يتقنعون بالدين والدين براء منهم ويتحفظون باسم الجهاد والجهاد بريء منهم ويتصفون بالوطنية والوطن بريء منهم ، فالإرهاب جريمة عظمى بحق الإنسان والحياة والدين والقيم والمبادئ فهو يشكل اغتصابا لكرامة الإنسان وآدميته. فالإسلام لا يقتل امرأة ولا شيخا ولا يهدم صومعة أو مسجدا بل العكس بل ديننا دين التسامح والرأفة ودين الرحمة وامن للإنسان ودين تعايش وتآخي بعكس الإرهاب الذي هو تخويف وترهيب وتهديدا لأهل الأرض واعتداء لهم فقتل النفس البشرية بدون ذنب هو من كبائر الذنوب المحرمة شرعا . فغياب الحوار والمناظرة مع أصحاب الفكر قد يزيد من هذه الظاهرة ، لذلك فإتباع المحاورة يخفف من تلك الظاهرة وكذلك نشر الوعي بين الشباب بان تلك الظاهرة غير مجدية لحلول واقعية . وان يبدأ الوعي من أدراج الدراسة بإصلاح التعليم ومراجعة المناهج الدراسية بإتباع منهج علمي مبرمج وتوعوي للجيل القادم للفصل بين الإرهاب والإسلام. فالعنف والتعصب هم أعداء الفهم الصحيح ، والتعصب سيحمل العرب إلى مهب الريح وبالقتل لن يعيد هيبتهم بل بالمحبة والتآخي سيعيد كرامتهم وهيبتهم بين الأمم وحتى تكف الدول العظمى بالتحكم بهم والتحكم وبثرواتهم. لماذا لا تكون الأمة العربية والإسلامية يدا بيد من اجل الوصول إلى مجتمع بلا عنف وان ينشا أجيال متسامحة وصالحة ، والعنف ما هو إلا نقمة ولا يولد إلا الخصام والشتام وشوك ومذمة وموت مؤدلج . فالبشر متساوون في الكرامة والآدمية لن تصان تلك الكرامة إلا بالمحبة والوئام والتفاهم السلمي والاحترام المتبادل وحفظ اللسان والتآخي والتسامح بغض النظر عن دينه حتى يضمن لكل إنسان حقه في الحياة بأمن وحرية وعدل وحفظ لدماء الإنسان وأمواله وعرضه . فنعم للتسامح .. لا للعنف