مقالات
صراع الأجيال عماد خالد رحمة
صراع الأجيال :
من القضايا غير المسبوقة التي يواجهها الجيل الشاب العربي هي تلك التي تتصل بالهوية الثقافية في زمن طغيان العولمة الثقافية التي تقدم نموذجها الخاص في الثقافة، وليس بالوسع عزل هذا الجيل أو فصله عن هذه المؤثرات، بل إن ذلك ليس مطلوباً، فلكي نواجه قضايا هذا العصر يجب أن نزج بأنفسنا في أتونه لا أن نهرب منه.
وإذا كان مصطلح «صراع الأجيال» يثير قدراً كبيراً أو صغيراً من التحفظ لدى الكثيرين لأنه يشي بالعدائية والتنافر الشديد في الطبائع والميول بين الأجيال، فقد يستدعي الأمر التفكير في تعبير أكثر ملاءمة، لكن دون تجاهل أننا إزاء هويات متغيرة، فبمقدار ما للهوية من ثوابت، فإنها تخضع لمتغيرات عظيمة الشأن والتأثير.
بشكل عام، ثمة حاجة ماسة لمساحات من الحرية والاستقلالية يجب أن تمنح لهذا الجيل كي يتدبر أموره بنفسه، وفي مجتمعات فتية كمجتمعات الوطن العربي لم تعبر برزخاً طويلاً وبطيئاً من التحولات، وإنما شهدت قفزة سريعة واحدة من حال إلى حال تزداد هذه المسألة حدة .