لم يكن مستغرب أن نسمع صاحب المعالي النائب محمد نوح وهو يعتلي منبر مجلس النواب … ويدلي بدلوه المليئ ببحور اللغة وقوافيها وأجزال مفرداتها وأنوار حروفها وعبق جملها ، في سرد مجريات فساد حكومات متراكم عبر سنوات طويلة وعقود كثيرة وأحداث مريرة ، مرت على البلاد نتائجها وتجاوزت أخطارها
. فيا محمد نوح لا تغير شيئ مهما تكلمت ومهما تماديت بالكلام إرضاء لناخبيك ولمحبيك لأن الأمر هو كما هو سيبقى ، عجز في الموازنات وفساد في الوزارات وبلاء عقيم مستشري في البلديات وهي ملجأ للكسالى والعجزة عبر كل السنوات … وهذه من ضمن مخطط السياسات لكل الحكومات المتعاقبة على أردن المكارم والعطايات
. فلا تسرح كثيرا ولا تشطح بعيدا ً يا شيخ محمد نوح يا محبوب السيدات وهكذا كانت بالنسبة لك الانتخابات ، مبروك لك يا من تمتهن أجادة الكلام والخطابات في جميع المحافل والاجتماعات ، فلا بجديد أتيت بالأمس وأنت تسرد إرتجالا ً خطابك في جلسة الثقة لمجلس الوزراء المبجل الذي ينفذ أوامر بالسياسات.
سيدي النائب الأردني والناشط الدولي… كل ما قلته صحيح وقاله قبلك وأكثر من قولك نواب سبقوك رجالا ً ونساء ، إمتهنوا مهنة الكلام وأجادوه في خطابات إرتجالية وكلمات مكتوبة على نسخ كربونية وموجودة بتدوينها في المحاضر والمحافل وكل مجلس له من المفوهين والمخضرمين
.فتكلم قبلك سمير الرفاعي ويوسف العظم وابو غوش ورولا الحروب وهند الفايز وتوجان فيصل التي لم تتكرر مثائلها ، فلا تشد على نفسك ما هي الا ادوار تؤدى ومراحل تعدى ومسرحيات تمثل بعروضها التلفزيونية ومسرحياتها الاعلامية .
فلا مجلس نيابي يعمل بما يرتجى ولا مجلس وزراء ينفذ ما يطلب منه في كل الكتب الملكية المعنية في التشكيل ، وارجع لكل الرغبات الملكية والخطابات لم يأخذ بها لان الملك يريد الاصلاح وبسط العدالة على أرض الأردن .
ولكن المعوقين والمحركين لا يتركوا شاردة ولا واردة إلا يعطلوها ويعرقلوها … وهم المنفذين للسياسات العقيمة المطلوبة في كل مراحل السياسيات المتعاقبة للحكومات ، في أردن الامن والامان الذي نحب إستدامته لنبقى سواعد بناء لا سواعد لهط ونهب ودمار.
لوطن أوريد له أن يبقى عاجزة ً حكوماته عن سداد العجز المالي المتراكم عنوة ً وقصدا ً ، ليبقى الأردن شبيه للجدي اليتيم الذي يرضع من كل الاغنام وهو يباعي باع باع باع …ولا يشبع رضاعة من الماعز كما هي حكوماتنا المتعاقبة .
الملك يجوب الدنيا من غربها لشرقها ليتحصل على مساعدات مالية ومادية وعينية وأصحاب السيادة والحراسة هم من ينهبون ويختلسون الوطن ومقدراته يعني ” حاميها حراميها ” الذين سرقوا أقرب ناس للملك وهم الحراس الأمناء على وطننا … يا محمد نوح ليس المواطن الذي صوت الك ولغيرك ممن فوزوا في انتخابات الثامن عشر الذي أنت أحد أفراسه .
ونتمنى لكم التوفيق والسداد في مسيرة المجلس الذي ينتظره أجندات قد تكون مهامها وأعبائها ثقيلة على وطننا العزيز، ولكن المرحلة تكون كما هو مخطط لها من قبل ثالوث العالم الحاكم للكرة الأرضية والموجه لسياسات حكوماتها ودولها ، التي تتبع للأعمام حام وسام والجديد خام . يا اخ محمد نوح لا ثامن عشر ولا تاسع عشر ولا 99 يغير شيئ من رغبات المجتمع الدولي من مجتمعات العالم النائم ، الذي يأكل مخلفات دول العالم المتقدم الذي يحافظ على كرامة شعوبه لا يجعلهم متسولين ومحتاجين ومجتمعات تلهث خلف مرشح يوهمهم بعمل المستحيلات ويبني أوهام من الخزعبلات لتي لا يصدقها جاهل ولا يستمع لها عاقل فجهودك مشكورة ورسالاتك وصلت لجمهورك بوركت ننتظر منك الأكثر من الكلام ولك مني كاتب السطور كل إحترام .
