اقلام حرة

الفكر الوهابي والتدمير الاقتصادي / د. عامر عادل

عملت الوهابية في ظل سيطرة بريطانيا العظمى على اغلب دول العرب والمسلمين وكذلك فرنسا والتي كان يسيطر عليها اللوب اليهودي أو ما يعرف “بالماسونية اليهودية”، فنمت في بلاد نجد والحجاز بعد قيام بريطانيا بدعم الحركة وتذليل كل الصعوبات لها، بعد عقد الحركة لاتفاقيات صفقات كبيرة مع بريطانيا واللوبي اليهودي، لتتمكن الحركة من السيطرة على بلاد الحجاز وأهم الأماكن المقدسة “مكة والمدينة” لتتخذ منهما نقطة انطلاقة إلى مختلف شعوب العالم، ولتتخذ من الدين ستارا لتحقيق هدفها في العالم. اعتمدت الحركة الوهابية على عاملين أساسيين، هما التلبس باسم المذاهب السنية

وقد تكلمنا على هذا في السابق، والعامل الثاني هو اعتماد الحركة على الأمراء والملوك “أهل البلاط” فتعمد قادة الحركة الارتماء في أحضان الملوك والأمراء ومضوا في تهيئة الظروف العقائدية لهم، ولأهوائهم وتبرير جرائمهم وفسادهم، فكان عاملا قويا في الحفاظ على الحركة ودعمها بشكل كبير، ولعل النموذج الكبير لهذه الطريقة هي السعودية والاتفاق بين محمد عبد الوهاب ومحمد بن سعود في بداية القرن الثامن عشر ميلادي بان يضل محمد بن عبد الوهاب ماسك الأمور الدينية على أن يتمسك محمد بن سعود وأبنائه بالحكم بالموارثة على أن تدعم كل جهة الاخري

وبهذا الاتفاق استطاعت الحركة بالدعم والمال الذي كان في يد سلطة بن سعود ومن بعده سعود من ثم عبد العزيز في نشر الفكر الوهابي وتقديم المليارات من اجل التوسع وطبع الكتب، وإنشاء المؤسسات الدينية في مختلف دول العالم. عمدت الوهابية على تدمير المذاهب الإسلامية المتعارف عليها من مئات السنين والتي تعايشت فيما بينها سواء كانت تلك المذاهب السنية أو المذاهب الشيعية، فاتخذت من التكفير وسيلة لهدم كل المذاهب فلم ينجوا أي مذهب من تهمة هذه الحركة
وتكفيرها بعدة ذرائع، واستثمرت الأموال التي في أيديها من اجل تدمير بلاد المسلمين، وبث الصراعات فيما بينهم وما يحدث اليوم في اليمن وليبيا،وسورية والعراق خير دليل، وما حدث في السابق في الجزائر وباكستان والهند دليل كبير لتاريخ هذه الحركة، والمجازر التي ارتكبت بحق النجديين والحجازيين والتي راح ضحيتها مدن وقرى خير دليل.

ماذا تريد السعودية من مصر ؟ لا تستطيع السعودية دفع المطلوب كي تحول حزام الفقر في مصر و اليمن إلي الغني. تحتاج مصر ل ٣٠٠ مليار دولار مما يعني استهلاك ثلث الاحتياطي السعودي تقريبا. و تحتاج اليمن ربما لذات المقدار. و الاستثمار في مصر و اليمن محدود و غير مأمون (استثمارات السعودية في مصر هي اقل من واحد علي عشره من استثماراتها في أمريكا). و هذه الدول لو تحولت للديمقراطية تصبح مشكله كبيره من عده جهات:
١- انتقال عدوي الديمقراطية من مصر و اليمن للسعودية. و هذه مشكله.
٢- دوما تريد السعودية إن تتحدث مع شخص واحد مثل شيخ القبيلة. في دوله ديمقراطيه مصريه لن يكون هناك صانع قرار واحد. و هذه مشكله أخري. لان معناها أن تكاليف العلاقة مع مصر ستزيد. فشخص واحد مسيطر يسهل شراؤه.
إذن كرهت السعودية الثوره المصرية من اليوم الأول لأنها تعني تحول مصر للديمقراطية. أيضا تريد السعودية بقاء مصر تابع للسياسة السعودية في المنطقة. لأنه حتى لو بقيت مصر تحت حكم ديكتاتوري و لكن بدون تبعية للسعودية سيودى ذلك حتما لصدام مع السعودية. لان الديكتاتور الذي يحكم مصر و هو غير تابع للسعودية سيكون له طلبات بحكم كبر حجم الدولة المصرية. و سيكون له اختيارات أيضا مثل التحالف مع إيران أو تركيا أو الاثنين ضد الهيمنة السعودية.
لذلك تريد السعودية التالي:
١- عدم تحول مصر للديمقراطية. ٢- بقاء مصر كتابع للسياسة السعودية.
الهدف الأول يحتاج إن يحكم مصر الجيش. لأنه أي حكم مدني في مصر يعني حكم ديمقراطي. الهدف الثاني يعني الإبقاء علي الاقتصاد المصري عليل لأنه لا تركيا و لا إيران يستطيعان دعم مصر ماليا مثل السعودية. طبعا حاولت قطر وقت حكم د مرسي و عملت السعودية علي إفشالها.
لن يحل ذلك إلا إذا أنتجت مصر و أصبحت دوله مصنعه. و لذلك كل استثمارات الخليج في مصر استثمارات استهلاكية. يعني مولات و محلات و بيوت. و طبعا كل “نخبه” مصر يتسابقون للحصول علي المال لقد أصبحت المملكة السعودية قلقة من انتهاء (ثمانين عامًا من الصداقة مع الأمريكيين) بجرة قلم، وخاصةً بعد حديث الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته «باراك أوباما» لمجلة «ذي اتلانتيك» موجها إليها أصابع الاتهام وبطريقة فظّة مشددًا على “أن المنافسة بين إيران والسعودية أدت لحروب بالوكالة والفوضى من سوريا إلى العراق واليمن”. كما إنّ المملكة لديها “مخاوف من تحولات السياسة الأمريكية
ويسيطر عليها هاجس (شطبها من خانة الحلفاء الإقليميين)، وسوف تكون الضربة مؤلمة إذا ما أعرض الأمريكيون بوجههم عنها، وأداروا دفة (سفينة المصالح) صوب شواطئ (إيران) التي تضع يديها الآن وبكل ثقة في (أربع عواصم عربيّة)، بينما خرج السعوديون صفر الأيادي. يأتي ذلك، فيما تشهد العلاقات المصرية الإيرانية، في الفترة الأخيرة، بالأخص عقب تولي الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» مقاليد الحكم في البلاد، حدثت بعض الانفراجات في العلاقات بين البلدين، خاصة مع تقارب وجهات النظر والموقف السياسي حيال الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، على رأسها القضية السورية، التي تؤيد فيها مصر بقاء «بشار الأسد»، عكس جميع الدول العربية.
وتسبب توافق رأي مصر مع الموقف الإيراني الداعم لـ«الأسد» في هذا الإطار، إلى جانب تأييد مصر للاتفاق النووي الإيراني في إعادة الاتصالات مرة أخرى بين البلدين. أن “هناك تباينات بين القاهرة والرياض حول عديد من الملفات إلا أنه يصعب معه القول إن التحالف بين الطرفين ضعف بشكل ملحوظ أو صار من الماضي فلا زالت العاصمتان تحرصان على بقاء شعرة معاوية بينهما؛ فالقاهرة مثلاً ألغت لقاء في آخر لحظة بين سامح شكري ونظيره السوري وليد المعلم حرصًا على عدم إغضاب الرياض”.أن “لقاء سامح شكري ونظيره الإيراني جواد ظريف جاء في إطار ما يطلق عليه “تسخين الغيرة” بين العاصمتين، وتأكيد القاهرة بأنه لديها أوراق عديدة تستطيع أن تلاعب الرياض بها حال سعيها لتحجيم الدعم الاقتصادي لها، أو نية الرياض تعزيز دورها في ملفات بعينها دون أن تضع رغبات القاهرة نصب عينيها”.
مع هذا، لم استبعد أن يكون إقرار الكونجرس الأمريكي لقانون “جاستا”، الذي يسمح لعائلات ضحايا 11سبتمبر بمقاضاة دول ينتمي إليها المهاجمون، دور في تراجع النفوذ الإقليمي للسعودية بشكل ملحوظ وعدم وجود أوراق لديها لمواجهة التغيير الاستراتيجي في أساس التحالف معها و إن “تطبيق هذا القانون على أرض الواقع قد يحمل أنباء غير سارة للرياض، بل قد يدفعها للرهان على عواصم أخرى ومنها القاهرة لإدارة شئون المنطقة”.كانت السعودية من أكثر الدول تأييدا للنظام المصري الحالي
وقدمت له مساعدات مالية وتسهيلات اقتصادية بملايين الدولارات. إلا أن مراقبين يرون أن السياسة السعودية تجاه مصر تغيرت مع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم، إذ أصبحت السعودية أكثر تقاربا مع كل من تركيا وقطر، واللتين تشهد علاقتهما بالنظام المصري توترا كبيرا.
مع الأسف الشديد بان تكون مصالحة بين رؤساء دول تبحث عن الصلح وخصوصا من تدخل في الصلح الشيخ محمد بن زايد حفظه الله ورعاه فكيف يرفض ملك المملكة العربية السعودية الرفض المصالحة بعد الموافقة فهنا نقف بكيف يكون موقف تصالح وتدخل رؤساء بينهما يرفض علما أن المفروض بان ملك المملكة العربية السعودية كرجل من موقع الرسالة يكون واثقا ويكون سمحا مع الناس

المصدر : الصدى نت

مقالات ذات صلة

إغلاق