مقالات

اصعب التحديات لتحرير المرأة العربية / مصطفى الشيخلي

 

imageتتسم المجتمعات بتقاليدها وعادتها التي مثل اغلى مورث تتباهى به الاجيال وتعتز بقيمته وتتناقله من جيل الى اخر غير مبالين بالظروف التي احاطت بهذه العدادات او بجذورها حتى اصبح النقاش فيها عيب و جريمه. ولصعوبة الحياة وسرعتها اصبح التفكير في هذه القوانين واصولها عمليه صعبه او قد تكون معدومه وللطبيعة البشريه الحضارية وجدنا انفسنا نتبعها.

المرأه: ام انثى الانسان البالغ كما تتدعي المصادر والكتب او نصف المجتمع كما يسميها المثقفين والعلماء! ولكن لماذا تنظر المجتمعات العربية للمرأه على انها عورة ويجب اخفاءها؟ او انسان ضعيف يجب على الرجل حمايتها وادارة حياتها؟

واجهت المرأة على مر العصور وباختلاف الازمان مشاكل وصعوبات كثيرة فلم يستطع هذا الجنس البشري من الحصول على اقل حقوقه في الحياة او ان يمارس دوره في هذا المجتمع بل ماتزال المرأه جزء مهمشاً في كثير من المجتمعات العرببية واقتصرت قدراتها وواجباتها على مجموعة من المهام رسمتها تقاليد المجتمع وعاداته

و لماذا ارتبطت المرأة بوجوب الحماية؟ بالرجوع في التاريخ في قصصه لوجدنا ان العصور القديمة كانت تتسمم بالهمجية والحروب العنيفة وكانت هذه الحروب هي اغلبها حروب استطيانية على المجتمعات الجارة الضعيفة بالاستيلاء على الاراضي والخيرات والاطفال والنساء. ولضعف القوام البشري للاطفال والنساء صعب عليهم حمل الاسلحة والدفاع عن ممتلكاتهم فوجب على الرجال حمايتهم. لكن هل هذا هو واقعنا اليوم؟

تغير الزمان ولم يعد للحروب مكان لا بل تغير النظام واصبح لكل عمل مكان وزمان فطبيعة العمل تغيرت واصحبت الحاجة للعلم والتفكير ضرورة لا بل قوام يقوم عليه المجتمع وراحت الحاجة لكل مفكر ومثابر امر لا فرار منه. فهل وجدت المرأة العربية في هذا ملعبا جديدأ تمارس فيه واجبتها ام ظل عمق عادتنا بتجميد قدراتنا امراً ملحاً وضروريا نتميز بها ونحارب من اجله.

هل يمكن ان نرى المرأة بثوبها الجديد؟ حتى لانكون عاطفيين في طرحنا وننظر للموضوع بعيداً عن كل معارض ومؤيد .. وجب علينا الاعتراف على ان المجتمعات العربية لازالت ترفض ان ترى المرأة في ثوبها الجديد لا بل تصر على ثوبها القديم غير مبالين بحلقات الزمن ومتمسكين بالتقاليد ومن قرر الخروج من هذه التقاليد لم يستطع سوى تعديل جزء بسيط منها واجبره المجتمع بالرجوع لقوانينه والرضوخ لجهله فعباراته قاسية ومصطلحات عنيفة ومواجتها صعبه على ناس طبيعين.

لكي ننهض بالمجتمع وجب علينا ان نعرف ما لنا وما علينا وان نغير من انفسنا لا ان نستمر في جهلنا وتمسكنا بارث قديم.. فالمرأة هي نصف المجتمع وليست النملة التي وقعت في شباك العنكوبت. فحريتها هو شأنها وقوام المجتمع هو واجبنا كلنا نقف على منافعة وننظر من مساوئه.

المصدر : الصدى نت

مقالات ذات صلة

إغلاق