ثقافه وفكر حر

المختار..احمد علي طه الاسدي يخاف الموت—والموت يخافه./. إعداد اسماء إلياس

ك
imageimage

..
المختار..احمد علي طه الاسدي يخاف الموت—والموت يخافه.
————————————————————-
هكذا استقبلنا الكاتب المختار احمد علي طه الاسدي ابن قرية دير الاسد..”يا قواريط كني بدي اموت”
بعد انتهاء صلاة الجمعة 11-11-2016 قصدت برفقة الزملاء امام مسجد النور في البعنة الشيخ نور اليقين بدران،والسيد ابراهيم شعبان ابو عنان لزيارة علم وكاتب ومناضل شيوعي”المختار”.
المختار كنية لا يحبذها ولا يرغبها رفيقنا، نظرا للمخترة على العائلات في قرانا العربية للتسهيل على الحاكم العسكري انذاك.
كان يعطى للمختار معاش زهيد او كم من القهوة ليبقى ديوانه عامرا بمقربيه،الفلاحين بفترات ما بعد الحراثة او الحصيد ثم الدراس ثم قطف الزيتون وهكذا الكرة تلوا الاخرى.
ليكونوا تحت امرته ختما مطاطيا ويساعدونه على جمع المعلومات ( كالتهريب والمتسللين)
وكما يريد المختار.
ابتداء من الحكم العثناني والانتداب البريطاني لدولتنا الموقرة!!!!!!!
لتنفيذ مآرب السلطه ومديح المختار ….تغنى شعراؤنا بالمديح وخاصة في فترة الحكم العسكري لاوائل السبعينات من القرن الماضي.
بالافراح والاعراس”مختار البلد ابو…………ومختار البلد قنديل او قنديل البلد مختار!!!!
لذلك رفيقنا وكاتبنا المختار احمد علي طه كان يتضايق جدا بلقبه الذي لا يناسب مبادئه..
باشرت بسؤال لماذا عرفوك بالمختار ابو علي؟حيث اني كنت قد حصلت على بعض المعلومات وتفاصيل بعض الامور من زميله في الدراسة الثانوية بمدرسة كفر ياسيف الثانوية التي سميت فيما بعد بمدرسة يني يني الاستاذ المرحوم احمد حسن ريان ابو المنجد ابن قرية كابول.
ضحك…وقال ساجيب لكن بعد القهوة…وتقديم الواجب بيديه لظروف ام علي المقعدة.
ابا علي احمد علي طه انسان بسيط فلاح وتاجر سابقا يتجاوز العقد الثامن..كان سكرتيرا لفرع الحزب الشيوعي الاسرائيلي بدير الاسد..
القرية الجليلية ذات المغاور التي ترقد بسفوحها الشمالية مطلة على الشاغور الشمالي
قائلا”من مجد الكروم غربا الى فراضية وكفر عنان المهجرتين ( والبعنة..البعنة الحمراء العاصمة وبلدنا امانة للتاريخ كانت تسمى دير البعنة”
والشاغور الجنوبي من سخنين الى دير حنا وعاصمته عرابة(عرابة البطوف)
بتواضعه وحسن لباقته وصفاء قلبه ونظافة يديه …انا من بيت فلاح فقير وابن لعائلة ولد بين اناث كنت مدللا لابي وامي لكن شغل الفلاحة شاق ومتعب ويسبب لي القشب.على الاقدام من قلة الماء..
باحد الايام قال لي والدي وانا عمري 12 عام “يا ولد انت شاطر بدي اعلمك تروح على المدرسة..فدخلت المدرسة بواسطة المختار المرحوم ابو السعيد محمود سعيد الخطيب الذي توفي بلبنان،حينذاك لم يكن مدرسة بدير الاسد وكانت بالبعنة على بيدر السوق وفي دار حنا الياس خازن والاستاذ الذي رفض بداية تسجيلي عيسى الصالح لولا تدخل المختار.
انهيت الابتدائي عام 1954 والثانوي بكفر ياسيف عام 1958 كان عمري 24 عام..
فقصة المختار حدث مشكلة في مدرسة كفر ياسيف الثانوية وكان مديرها احمد سعد من اصل عراقي فاستدعى المدير الشاعر محمد الاسدي ابو سعود وقاسم حسين الاسدي ابو جبر من وجهاء قريتي..وهم جالسين بغرفة المدير للتباحث بمشكلتي يقول احمد سعد يا جماعة المختار سبب المشكله المختار يتعجب الوجهاء قائلين يا استاذ ما عنا مختار
كاد المدير ان ينسى الاسم الحقيقي فيتصفح دفتر الطلاب ويقول احمد علي طه..ضحك الحضور وانتهت المشكلة.
كان خريج الثاني عشر يتوظف معلم لقلة التعليم والمعلمين. زملاء رفيقنا توظفوا الا رفيقنا احمد طه لانتمائه السياسي او لم يكن له واسطة فأجمعنا ابناء صفه ان ننعته بالمختار..
كان زمان وللمعلم احترامه وتقدير بقول الشاعر احند شوقي..
قم للمعلم وفه التبجيلا….كاد المعلم ان يكون رسولا
بهذا شاع اسم زميلنا بالمختار..ابو علي يسرد قصة قبل ثلاث اسابيع كان لي لقاء مع اترابي ودخل المربي عبد الخالق الاسدي..اخذنا الحديث بامور الساعة واذ بالكاتب الاستاذ عبد الخالق يقول:”يا ولد تعال صورنا صورة تذكارية فقلت لهم يا جماعة “كني بدي اموت”
طول العمر لهذه الشخصية الفذة الوطنية الى يومنا ..لا تفارقه جريدة الاتحاد ولا يطيب العيش بدونها ويقرأ كل يوم اكثر من ساعتين.
وسألته ابو علي كيف تقدر زملائك ورفاقك؟تنهد قائلااسمعوا يا رفاق….
حنا ابراهيم هذا الانسان الوطني الشيوعي الماركسي اللينيني مؤسس فرع البعنة ودير الاسد ومجد الكروم نحف والرامة حتى البقيعة عندما كانوا الشيوعيين مطاردين من الانظمه الرجعية والكيان الاسرائيلي.
برفقة حسن بكري ومن ثم احمد مصطفى بكري وام بكري التي اصدرت بحقها مقالا الاسبوع الماضي في صحيفة الاتحاد.
يتركنا ابو علي ويعود وبيده حقيبة تتضمن مقالاته من 4-84 الى اليوم التي نشرت بالاتحاد
مختارنا..ماهي اميتك بعد هذا المشوار الطويل بالعمل النضالي والوطني؟
يتنهد..ان تصدر مقالاتي في كتاب ليتعلم صغارنا ويبقوا على العهد وليس كما تقول المؤسسة الاسرائيلية الكبار يموتون والصغار ينسون!!!!
يتدخل زميلي ابراهيم شعبان..ابو علي كتابك سيصدر ليكون مرشحا للدكتوراة الفخرية من معهد اوسلو للتاهيل المهني.
فوداع رفيقنا المختار بالسلام متمني له الصحة والعمر الطويل وان تتحقق امنيته..
————————————————-
بقلم الاعلامي والناشط السياسي
ابو محمد علي التيتي
البعنة 14-11- 2016

مقالات ذات صلة

إغلاق