نشاطات

كتب الشاعر القدير جواد يونس هليل

الشعر عندي

الشِّعْرُ بَسْمَةُ مَنْ يَرْنو إِلى الْعِينِ *** وَشَهْقَةُ الواوِ بَيْنَ الْمَدِّ وَاللِّينِ

وَالشِّعْرُ دَمْعَةُ عَيْنٍ قَدْ بَكتْ فَرَحًا *** وَدَمْعَةٌ هَرَبَتْ مِنْ قَلْبِ مَحْزونِ

وَالشِّعْرُ تَغْريدَةُ الرّوحِ الَّتي حُبِسَتْ *** في جَوْفِ سِجْنٍ عَجيبٍ قُدَّ مِنْ طينِ

وَالشِّعْرُ رَدَّةُ فِعْلِ الْقَلْبِ حينَ يَرى *** شَعْبًا تَشَرَّدَ مِنْ قَصْفِ الْمَجانينِ

وّالشِّعْرُ لَوْحَةُ فَنّانٍ يُلَوِّنُها *** قَلْبٌ يَرى النّاسَ مِنْ دونِ التَّلاوينِ

وَالشِّعْرُ كارِكَتيرٌ راحَ يَرْسُمُهُ *** مَنْ يَسْخَرونَ بِهِ مِنْ كِبْرِ مَأْفونِ

وَالشِّعْرُ كِلْمَةُ حَقٍّ لَيْسَ يَحْقِرُها *** حُرٌّ يُلاحِقُهُ جَوْرُ السَّلاطينِ

ما الشِّعْرُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نارًا تُحَرِّقُ مَنْ *** يُحرِّقونَ الْأَمانيْ في الْمَيادينِ؟

الشِّعْرُ عِنْدِيَ موسيقى وَأُغْنِيَةٌ *** تَشْدو بِها سَحَرًا أَحْلى الْحَساسينِ

وَالشِّعْرُ عِنْدِيَ عَزْفُ النّايِ مُنْفَرِدًا *** أَبُثُّهُ الْوَجْدِ كَيْ أَسْلوْ فَيُشْجيني!

وَالشِّعْرُ عِنْدِيَ أَفْكارٌ وَأَسْئِلَةٌ *** عَنِ الْوُجودِ، وَشِعْري سِفْرُ تَكْويني

وَالشِّعْرُ عِنْدي مَجازٌ دونَ سَفْسَطَةٍ *** بِاسْمِ الْحَداثَةِ أَمْسَتْ دونَ مَضْمونِ

وَأَنْبَلُ الشِّعرِ عِنْدي لَحْنُ أُغْنِيَةٍ *** هَزَّتْ بِها الشَّمْسُ جُدرانَ الزَّنازينِ

وَأَفْضَلُ الشِّعْرِ عِنْدي ما مَدَحْتُ بِهِ *** خَيْرَ الْأَنامِ وَأَصْحابٍ مَيامينِ

الشِّعْرُ أَوْجاعُ حُرٍّ لا يَرى بَدَلًا *** عَنْ جَنَّةِ اللَّوْزِ وَالزَّيْتونِ وَالتّينِ

فَلا تَلُمْني إِذا ما صِحْتُ مِنْ أَلَمي *** وَرُحْتُ أَشْدو بِأَلْحانٍ تُعَزيني

ما الشِّعْرُ إِنْ لَمْ يَكُنْ آهاتِ مُغْتَرِبٍ *** يَحِنُّ لِلدِّفْءِ مِنْ جَمْرِ الْكَوانينِ؟

الشِّعْرُ بَلْسَمُ جُرْحٍ نازِفٍ أَبَدًا *** فَلا جِراحَ كَما الْجُرْحِ الْفِلَسْطينيْ

الشِّعْرُ آهَةُ صَبٍّ كانَ يَكْتُمُها *** فَصارَ يَهْذي بِلَيْلى كَالْمَجانينِ

وَالشِّعْرُ زَفْرَةُ صَدْرٍ قُدَّ مِنْ وَجَعٍ *** يُصارِعُ الْمَوْتَ بَيْنَ الْحينِ وَالْحينِ

الشِّعْرُ دَعْوَةُ حُبٍّ لا حُدودَ لَهُ *** يُذَكِّرُ النّاسَ: (لا إِكْراهَ في الدّينِ)

بِئْسَ الْقَصيدُ الَّذي بِالْجَهْلِ أَرْجَعَنا *** إِلى الطَّوائِفِ مِنْ دَقِّ الْأَسافينِ

بِئْسَ الْقَصيدُ الَّذي لا يَنْتَضي أَمَلًا *** يُبَشِّرُ النَّصْرَ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِالْهونِ

بِئْسَ الْقَصيدُ إِذا ما كانَ هَلْوَسَةً *** تُعاقِرُ الْكُفْرَ في جَوْفِ الدَّواوينِ

بِئٔسَ الْقَصيدُ الذي مَدْحُ الظَّلومِ بِهِ *** نِفاقُ مَنْ طَمِعوا في مالِ قارونِ

هذا هُوَ الشِّعْرُ عِنْدي إِنْ تَسَلْ قَلَمي *** أَمّا سِواهُ فَهَذْرٌ لَيْسَ يَعْنيني

الظهران، 11.11.2016 جواد يونس

 

مقالات ذات صلة

إغلاق