أتُنصِفُني
6-11-2016
[ج1]
حيرانُ متقلّب المزاجِ مقهوراً
وتائهاً في طرقاتٍ حائرة
أبحثُ عن بقايا جسدي
ورفاتَ أفكاري التي تمزّقت يوماً
ثم في طريق عاثرٍ دُفِنَتْ
وأحاولُ ترميم روحي التي تكسَّرت
وأرسمُ لوحة الذاكرة
مضتْ على حيرتي هذه السنة العاشرة
وحظي في كل عامٍ سيءٌ
وحظوظي في متاهتي عاثِرة !
حيرانُ أبحثُ عني
أسأل عنها كي تجِدْني
وروحي هنا تسألني
متى يسفيق العمرُ بعد التأنّي!
أتُراكَ يا زمناً قَصَمْتَ ظهري
وكَسَرْتَ أحلامِي
أتُراكَ بعدَ كل العذاب الفجّ
أتُراكَ تُنصِفُني ؟
فكلُّ شيء في حياتي يُتعِبُني
وكلُّ من حولي بسلوكه يصدِمُني
ونفسي منهكة وتسألُني: متى الرحيل؟
فلم أجدْ أحداً للآن يُخبِرُني
ولم أجد أحداً ذا ضميرٍ يُنصِفُني
والوضعُ هذا الوضعُ يُؤلِمُني
والناسُ في سلوكهم الغبيُّ يُقلِقُني
فمن ذا بعدَ كل المخاوفِ تلكَ
يأتي رويداً رويداً ليُنصِفني ؟
[ج2]

بعضٌ مما كنتُ كشفتُه
قد حكا عنّي
رُبَّمَا كثيراً كان يؤلمني
لكنَّهُ الآن بعد انكشافِهِ يَفْضَحُنِي
ويكادُ من قسوته يقتُلُني
كم من زمنٍ مرَّ عليّ
وهو من كل ما تبّقى لي من حظٍّ
يسرقُني … نعم إنه يسرِقُني !
يسرق مني زهرات عمري
ينهب مني حلاوة الروح
في بعض ثوانيها ..
يحجبُ عني نورها وبواقيها ..!
وبعدُ … هل ستُنصِفُني ؟
سؤال يتكرّر كلما التقيتهُ زمني
حينما يصيبني الصمت فيُحرجُني
إلى حروف القولِ يدفعُني
إلى نبش بعضه الماضي يجرّني
فأكتوي
كلما أردتُ الصمتَ وأنوي
يصيبني عطشٌ شديدٌ لا أرتوي
حيرانُ يزعجني التَفَكُّرُ بما جرى
ويسألني بعضي عما أصابني
وبعضي يلومني …
ويسألني كلُّ من حولي:
هل ستنصِفُني ؟

[ج3]

يحيّرُني كثيراً تقلُّبُ هذا الزمانْ
وتغيُّر النفوس وقسوة الأحيان
والانقشاعُ إلى التقوقعِ والنسيان
وأسألُ بعضَ ما تبقى من الروح
أهناكَ بعض مساحةٍ لي ومكان!
يُتعِبُني السؤال والتفكير يقلقُني
والبحثُ عن إجاباتٍ لها يقتُلُني
وإذا وصلتُ لنقطةٍ فيها يخنقُني
وأمضي في اتساعِ المدى
أبحثُ عن بقايا المعاني
وأضربُ كفي بكفِّ الزمانِ
ويلطُمُني البحرُ فالهمّ والحزنُ يُغْرِقانِي
لا تكادُ المواقيتُ تتوقَّفْ
وبعضُ ما تبقى من الروحِ
من كثرة الإنفعال تتأفَّفْ
وإذا ما تراجعت لذاتها تتأسَّفْ
ولم أزل حائرٌ
فالناسُ من حولي مكسورة
وظروفها مثل الطيور مهجورة
لكنها لم تتغيَّر للأحسن ولم تتعفَّفْ
ولم أزل أسألُها روحي
أترانا سنستعيدُ بعض ألمٍ
أم ستُشفى من الهمِّ جروحي!؟