ثقافه وفكر حر
يا لك من رجل عظيم / بقلم حنان ورد
كنت عظيما في حياتك، وازدادت عظمتك في مماتك
نسعى إلى القمم الشماء بوعي وإدراك في مسيرة حياتنا، قد ننجح أو ندنو من النجاح بالتصالح مع أنفسنا و مع مَن حولنا، لنترك إرثا قد يعزى لنا في غيابنا الأبدي…
أما أن تكون في كامل وعيك وإرادتك في إدراك النهاية والعبور إلى الأبدية؟
أما أن تختار الوطن بوابةً لرحيلك إلى الآخرة.؟
سيّرتك الظروف قهراً لتغادر بلدك، وطنك، أبيت رغم عنفوان الحدث أن تغادرك ترشيحا مهد طفولتك وموئل رجولتك وكهولتك، حملتها قلباً وفكراً أينما حللت، حملتها في تربيتك الأجيال وإعداد القيادات الفلسطينية، وعندما اقترب موعد الرحيل، ناداك الوطن فلبيت الدعوة على عجل لتحقيق حلم العودة، ليحتضنك الثرى المقدس، لتحتضنك أعظم الأمكنة، لأن المكان العظيم لا يحتضن إلا الرجل العظيم، وأنت أعظم الرجال، فكنت عظيماً في مسعاك لتحرير الوطن وكنت أعظم في رحيلك.
أيها الغائب الحاضر، يا من بوفاتك أفجعت وأفرحت، يا من بموتك أبكيت وأرضيت، يا من بموتك قدمت لنفسك، ولمن عرفك وسمع عنك، فيضا من التآخي وأنهاراً من الإنسانية والرحمة والصدق في التعاون والتعاضد، قدمت لنا محبة، وما كان أحوجنا لها.
عجزت الكلمات عن وصف رحيلك، وفيما أنت ترفع على أكف الرجال، اجتمع حولك أبناء الوطن، أبناء ترشيحا وأبناء فلسطين الصادقون، كان أولهم الخوري في كنيسة ترشيحا، و الإمام إبراهيم سويطات من مسجد ترشيحا الكبير، و كان السيد باسل طنوس، رجل المهمات الصعبة الذي استضافك ورافقك منذ وصولك حتى لحظه رحيلك، وغيرهم من أبناء ترشيحا الكرام الذين رافقوك في لحظات حياتك الأخيرة إلى أن ووريت الثرى، اجتمعوا بكل معتقداتهم السياسية والدينية والاجتماعية، وأعلنت بيوت العبادة بأطيافها في أمنا ترشيحا ارتقاء روحك للفردوس الأعلى بإذن الله، من مسجد وكنيسة ومن ناد وديوان، ولم تقف حواجز الاحتلال عائقاً أمام وصول أصدقائك ورفاقك من شتى المناطق الفلسطينية المحتلة.
لم يبخل الإعلام والصحافة المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل التواصل الاجتماعي في التداول في قصة تحقيق حلم عودتك، وأصبحت الرمز الفلسطيني لتحقيق حق العودة حتى بعد غياب قسري قارب السبعين عاماً، هل تعلم يا أيها القائد العائد أن وفدا من أربعه أعضاء قدموا من رام الله للمشاركة في عزائك؟؟ وأنهم قالوا فيك أجمل ما قيل؟؟ وهم الكابتن منصور علي، والأستاذ نواف حامد، و السيد نضال عامر و أخيراً السيد فايز عباس. فشكرا لكل فرد منهم باسمه وشخصه وصفته و منصبه.
و هل تعلم أنه قد شارك في جنازتك أيضا رجل عربي فلسطيني صادق هو عبد الله أبو معروف وهو عضو في الكنيست؟؟ هل تعلم سيدي… بأن للرجوع حلم وأمل وحقيقة، لقد جددت الأمل فينا، فنحن أتباعك وعلى عهدك ودربك، ابن فلسطين البار، لك الرحمة، لروحك السلام، وعزاءنا أننا كنّا منك وفي كنف وطنيتك عشنا، وعزاؤنا الأكبر كان في عودتك
عن العائد إلى ترشيحا- فلسطين
عبد الرؤوف أبو خريبه
بقلم حنان ورد.. Hanan Ward