من مقدمة كتاب ” الشيخ الصامد”
في يوم خريفي ، وأنا ابن الثمانين الذي هدته الأيام والمرض ، وجدت نسخة من مسودة كتاب يتناول حياة رجل أعرفه جيداً ، لكن هذه المعرفة فيها الكثير من الخيال والقليل من المعايشة .
ويتناول الكاتب حياة جدّه ، ومكابدته ، وصبره ، وإصراره على التمسك بالأرض التي ولد فيها ، ولم يتركها بالرغم من كل الضغوط ، والإغراءات ، وهو لم يبق وحيداً بل مع أسرته وثروته من جِمال وبقر وماشية ، حتى المأوى لم يكن بعيداً . وكان قد زرع في قلوب أسرته عشق الأرض والحفاظ عليها وتنميتها . واستمر على ذلك حتى أسلم الروح لباريها .
أما هذا الرجل العظيم فهو محمد محمود أبو الهيجاء (أبو حلمي ) ، وأما الحفيد فهو الكاتب الصحفي سمير عبد الرؤوف . والقرية هي (عين حوض ) . وينتسبان إلى فرع الرحايمة / أبو الهيجاء . وأخيراً الذي كتب هذا فأستاذ جامعي / لغة عربية متقاعد من نفس القرية والعشيرة . والذي أتناول حياته عمي ، فقد شردت من بيتي عام 1948 ، ولي من العمر (11) أحد عشر عاماً ، وأعرف العم جيداً ، وكانت دكانتاه على سور المدرسة .
وجميل جداً أن نحفظ الماضي المشرف في زحمة الهوان والتمزق والاستسلام الذي نحياه . أقول هذا لأن سميراً ليس محترفاً ، تجرفه العاطفة فيترك بدايات مهمة أسهمت في خلق ذلك الصمود ، وزرعت فيه القوة والصبر والعناد والثبات مع هذا الجيش من الأهل والأبناء والأحفاد والأنسباء .
الاستاذ الدكتور عفيف عبد الرحمن ابو الهيجاء
