أخبار عالميه
القفطان المغربي يسجل تراثا عالميا … والجالية المغربية بإيطاليا تحتفل بالحدث بفخر وإعتزاز
الإعلامي إكرامي هاشم ممثل منظمة همسة في إيطاليا

في لحظة اعتبرها كثيرون تتويجًا لقرون من الإبداع المغربي الأصيل، صادقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم على تسجيل القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. وقد خلّف هذا القرار صدى واسعًا داخل المغرب وخارجه، خاصة في أوساط الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا التي تابعت الخبر بفرح كبير واحتفاء لافت على منصات التواصل الاجتماعي.
الجالية المغربية في إيطاليا… فرحة تتخطّى الحدود
ازدانت الصفحات الرقمية للمغاربة في إيطاليا منذ الساعات الأولى لصدر القرار بصور القفطان وزخارفه التقليدية، مرفقة بعبارات الفخر والانتماء. وتداول أفراد الجالية التهاني فيما بينهم عبر مجموعات “واتساب” و”فيسبوك”، مؤكدين أن الاعتراف الأممي بهذا الزي التقليدي هو اعتراف بهويتهم وجذورهم وثقافتهم التي يحملونها معهم أينما حلّوا.
وفي ميلانو، روما، بولونيا، تورينو، ونابولي، شاركت العائلات المغربية منشورات احتفالية أرفقتها بصور لأفراد يرتدون القفطان في مناسبات قديمة وحديثة، في تعبير رمزي عن ارتباطهم الدائم بتراث الوطن. وكتب أحد أبناء الجالية:
“اليوم العالم يعترف بما عرفناه دائمًا… القفطان مرآة حضارتنا”، بينما علّق آخر:
“فخورون بتراثنا… وفخورون أننا نمثّل المغرب في إيطاليا بأجمل صورة.”
هذا التفاعل الكثيف يعكس المكانة الوجدانية التي يحتلها القفطان لدى المغاربة، ليس فقط كلَباس تقليدي، بل كرمز للانتماء والذاكرة والهوية الثقافية التي يعتز بها المغاربة في الوطن والمهجر على حد سواء.
الفنانة حليمة مسكي… “سعادة لا توصف وفخر يعلو كل الكلمات”
وفي سياق الاحتفال بالقرار، أعربت الفنانة حليمة مسكي، ذات الأصول المغربية والمقيمة بإيطاليا، والتي تُعرف بلقب “سفيرة القفطان المغربي” نظرًا لارتدائها وترويجها المستمر لهذا الزي في مشاركاتها الفنية، عن فخرها الكبير بهذا الإنجاز الثقافي.

وفي تصريح خاص، قالت مسكي:
«اليوم أشعر بسعادة لا يمكن وصفها… القفطان بالنسبة لي ليس مجرد لباس أرتديه في المناسبات، بل قطعة من روحي وهويتي المغربية التي أفتخر بحملها أينما ذهبت. تسجيل القفطان في قائمة التراث العالمي هو انتصار لكل امرأة مغربية ولكل حرفي قدّم عمره لهذا الفن العريق. أشكر اليونسكو، وأشكر بلدي المغرب، وأشعر بفخر كبير لكوني جزءًا من مسار جعل القفطان يحظى بالاعتراف الدولي الذي يستحقه.»
وأضافت:
«هذا القرار يحمّلنا مسؤولية أكبر للحفاظ على هذا الموروث وتقديمه للعالم بالشكل الذي يليق بعراقته وجماليته. اليوم هو يوم فرح للمغاربة كافة… داخل الوطن وخارجه.»
وقد لقي تصريحها تفاعلًا واسعًا بين أفراد الجالية، خصوصًا وأن مسكي تُعد من أبرز الوجوه الفنية التي دافعت عن حضور القفطان المغربي في الساحة الأوروبية.
القفطان… تراث حيّ وذاكرة ممتدة عبر الزمن

يمثّل القفطان المغربي إحدى أعرق الحرف التقليدية التي توارثتها الأجيال، ويجمع بين الإبداع الفني والدقة في الصنعة وثراء الزخارف. ويعدّ تسجيله ضمن التراث غير المادي اعترافًا عالميًا بقيمته الثقافية ودوره في التعبير عن الهوية المغربية، إلى جانب كونه دعمًا مهمًا للصناع التقليديين الذين حافظوا على هذا الفن رغم تغيرات الزمن.
بهذا الإنجاز، يتأكد مرة أخرى أن التراث المغربي — بحرفه وأزيائه وفنونه — قادر على فرض حضوره في الساحة العالمية. وبينما يحتفل المغاربة في الوطن والمهجر بالخبر، يظل القفطان أكثر من زيّ… إنه قصة وطن، وانتماء، وفن خالد يزداد إشعاعًا عامًا بعد عام



