الرئيسية

القيادة الحقيقية، هي ثقه ووضوح وداله متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي، ولا العيش في ” الظل”!!

شاعر الأمة محمد ثابت

القيادة الحقيقية، هي ثقه ووضوح وداله متجانسة صاعدة، لا تعرف اللون الرمادي، ولا العيش في ” الظل”!!

من الممكن الكيل في الانتقادات والملاحظات وكشف الاخطاء لفترة الادارة الجبهوية لبلدية الناصرة منذ ١٩٧٥ وحتى ٢٠١٣( ٣٨ عاما)، منذ انتخاب توفيق زياد وحتى رامز جرايسي، وجزء كبير من هذه الانتقادات صحيحه، ولكن ٣ أمور لا يمكن أخذها من جبهة الناصرة بادارتها للبلدية:

الاولى – نظافة اليد- فخلال اربعة عقود لم يتم فتح اي ملف ضد احد منتخبي البلديه او موظفيها الكبار بتهمة سوء ادارة او نظافة يد، ولم يتم تقديم اي تقرير للمراقبة المركزية للداخلية او الدوله تشير الى

قرارات بلدية مشوبه بفساد او تضارب مصالح. وهذا لم يكن صدفة.

الثانية- صون الوجه الوطني للمدينة- لم تساوم الجبهة ابدا حول وجه المدينه الوطني والسياسي، كانت الناصرة ورئيسها توفيق زياد ورفاقه، صانعة يوم الارض الخالد في أذار ١٩٧٦، فقط بعد ثلاثة أشهر من الانتصار الاول، ورغم الهجمة الشرسة وسياسة المقاطعة ومنع الميزانيات. فالوجه الزطني للمدينه موضوع غير قابل للمساومة والنقاش. بلدية كرامة اولا، وعندما تحضر الكرامة، تصل الخدمات.

الثالثة- تعزيز مكانة الناصرة ، محليا ودوليا- فمخيمات العمل النطوعي الجبارة، ومشاريع التطوير من “الناصرة الفين” الى مؤتمرات الناصرة التاريخية، الى ترسيخ العلاقات مع المجتمع النقدمي الاسرائيلي والقوى التقدمية العالمية، اضاف تثبيتا للمواطن النصراوي، وجعل المدينة عاصمة للعرب، ومركزا لكل الديمقراطيبن، وبوصلة لقوى التحرر والسلام في العالم.

كثير من هذه الانجازات ارتبطت بقيادات موثوقة كسبت شعبيتها ليس من الموقع التمثيلي، وانما مما كافحت من اجله سنوات طويله قبل ذلك.

توفيق زياد نموذجا:****

لم يكتسب توفيق زياد شعبيته عندما انتخب للكنيست عام ١٩٧٣، ولم يكتسب شهرته عندما انتخب لرئاسة البلدية عام ١٩٧٥

وانما اكتسب ذلك مع بداية الخمسينات عندما قاد مظاهرات العاطلين عن العمل في العام ١٩٥١، وعندما سجن في معتقل طبريا وواجه التعذيب والصلب مقلوبا في العام ١٩٥٤ ، إثر مظاهرات “ضريبة الرأس” سيئة الصيت، وعندما ناضل لاسقاط الحكم العسكري وسياسة النفي والاقامات الجبرية.

لكي نصبح قائدا ثوريا حقيقيا، لا يكفي أن تكون مالكا للمعلومات فقط، أو محللا سياسيا ناجحا، فالاكاديميون كثر، والاعلاميون اكثر.

برأيي أن المقياس للقائد الثوري والحزب الثوري، هو بمدى استطاعته أن “يصنع” الاحداث السياسية لصالح الناس ويعود بالفائدة لكل الشعب. فتوفيق زياد ورفاقه صنعوا الاحداث السياسية، عندما كانت كلمة “فلسطيني” تعني أن تضع دمك على كفك، وعندما كانت كلمة” شيوعي” ، مرادفة للنفي والسجن والفصل من العمل والاقامات الجبرية.

فهل يمكن فهم حدث يوم الارض الاول ١٩٧٦، أو الغاء الحكم العسكري عام ١٩٦٦، دون فهم دور الشيوعيين وكل الوطنيين في ذلك الوقت، وتوفيق زياد أحد أبرز هؤلاء؟؟

لقد اتهم أعداء توفيق زياد وحزبه من اليمين الاسرائيلي ” بالقومية الزائدة”، واتهمه أعداؤه من اليمين العربي ” بالطبقية والاممية الزائدة”، وكلاهما يمين ووجهين لنفس العمله الزائفة.

القيادة تعني الثقة، القيادة تعني عدم النلاعب بالمواقف حسب المزاج، القيادة تحتاج لداله مستمرة صاعدة، في الاوقات المريحة، وفي الازمات، القيادة تحتاج لنور الشمس التي لا يمكن حجبها، القياده الحقيقية تكره اللون الرمادي والنفاق والعيش في ” الظل” بعيدا عن نور شمس المستقبل.

سهيل دياب – الناصرة

د العلوم السياسية

10.12.2025

إغلاق